Page 11 - Pp
P. 11
وفجأة داهم المكان شرطيان ما رحماه بسبب إعلان إفطاره،
أحدهما أحكم القيد حول رسغيه قبل أن يقوده إلى مخفر الشرطة.
سار وليد معهما حام ًل معه ذنبه.
اغتنم مجيد انشغال الشرطيين فالتقط صورة ،وذهب بالفيلم
إلى منير صاحب محل التصوير القريب منه فظهر بالصورة وليد
مقيَّد اليدين وشرطي على يمينه وشرطي على اليسار.
وضع مجيد إطا ًرا للصورة التي كان حجمها بحجم ورقة
الفولسكاب وعلَّقها داخل محله -ذاك الذي كان قب ًل مح ًل لتصليح
أجهزة الراديو -وفي مكان بارز ،وأشار عليه بعضهم ،أن الصورة
لا معنى لها بدون كتابة تؤرخ للحادث أو تعبِّر عنه ،فقال مجيد
يخاطب الجمع :وماذا تقترحون عليَّ أن أكتب؟ قال بعضهم« :لن
ننساك يا وليد ،السوق من دونك موحش ونهاره ممل».
أعجب مجيد بالفكرة واستحسنها ،لكن الذي زعزعها هو جملة
ثانية تذكرها فجأة «دنت الساعة وانشق القمر» ،يحبها وليد
وكثيرا ما تغنَّى بها ،إ ًذا هي أفضل من أي جملة غيرها..
طلب مجيد من شخص أن يخط له ما أراد ،وبعد ربع ساعة
كانت الكتابة بخط الرقعة معلقة تحت الصورة ووليد في قيده.
بعد أقل من ساعة وقفت سيارة «لاند كروزر» من تلك التي
يستخدمها رجال الأمن السياسي ،أمام المحل ،ظن مجيد أن
لديهم راديو كهربائي عاطل يريدون إصلاحه ،لكن لا ،نزل منها
ثلاثة رجال ،بانت أطراف فوهات مسدساتهم من تحت ما عليهم
من سترات ارتدوها واتجهوا إليه ،وما سألوه إلا سؤا ًل واح ًدا:
«ساعة من التي دنت يا ابن الكلب!؟».
11