Page 67 - Pp
P. 67
الأحول
كان الرجل أحول العين فما ق َّدر حامد الهيتي تلك العين ح َّق
تقديرها ..عندما أراد حامد أن يدفع حساب الطرشي الذي
اشتراه من بائع الطرشي س ِمع من يقول للبائع :الطرشي على
حسابي ،لا تأخذ من الأستاذ.
ما دفع حامد الحساب ،لكنه سار إلى الرجل الكريم صاحب
محل لعب الأطفال المقابل له فاستقبله الرجل أحسن استقبال.
قال حامد :أتعرفني!
قال الرجل :ومن لا يعرفك! أنت ر َّسام مدينتنا ورمز من
رموزها بل علم من أعلامها.
شكره حامد ،فقال الرجل :يا أستاذ لي طلب عندك ،أريد أن
ترسم لي صورتي الشخصية مثلما رسمت لجاري صورته.
نظر حامد إليه جي ًدا فرآه أحول العين ،قال :لا مانع عندي،
أرسم صورتك وبالشكل الذي تريد.
قال الرجل سأدفع لك خمسة دنانير كما دفع لك جاري.
قال حامد :لكن موضوعك يختلف ،لأنه سيكلِّفني جه ًدا أكثر،
سأصلح لك عينك الحولاء وأجعلها مثل أختها وستنظر بها
أفضل مما نظرت زرقاء اليمامة ..احسبها يا أخ ،كم سيكون
67