Page 71 - Pp
P. 71
نسي حامد الهيتي أحداث المسرحية كلها فيما بعد وتم َّسك
بهذه العبارة وسار على نهجها ،قد تدعوه لأكل الباميا معك في
أول نزولها للسوق ،فيقول لك :أنا آكل الباميا! الباميا للنساء
والهولنديين .تقول له :تعال نركب الباص ليوصلنا إلى المكان
الفلاني .يقول لك :أنا أركب الباص! الباص للنساء والهولنديين.
تح ِّدثه عن كاتب ما فيقول :ومن يقرأ لهذا الكاتب غير النساء
والهولنديين.
مرة عانى حامد وج ًعا في ضرس من أضراسه فاقترحت عليه
أن يراجع طبيب الأسنان الفلاني فقال لي :أنا أراجعه! هذا طبيب
لأسنان النساء والهولنديين.
في ظهيرة ساخنة ،قبل أن أعبر الجسر القديم في طريقي إلى
البيت ،طلبت عصي ًرا من ال ُّر َّمان من عند محل «جبار أبو الشربت»
وجبَّار علَّق على الحائط في محله شجرة العائلة ،وعندما تسأله
عنها يقول لك تعال لتتفحصها وأنا حاضر لأي سؤال ،هو يعتز
كثي ًرا بأصله وفصله لأنه من آل خفاجة.
كنت مستمت ًعا بشرب العصير وفيه الثلج المبروش وما ذاب
كله بعد ،أثناء ذلك م َّر حامد من أمامي فدعوته لشرب عصير
الر َّمان البارد ،فر َّد عليَّ :وهل مثلي من يشرب عصير رمان جبار
أبو الشربت! فما هو إلا مشروب النساء والهولنديين.
سمع جبار أبو الشربت ما قاله حامد فازو َّرت عيناه وطار
الشرر منهما ،وما كان جبار قبل ذلك اليوم سريع الغضب ولا
كان متسر ًعا ،لكن الموضوع م َّس الحاجة التي يأكل منها عيشه،
على الفور أخذ المطرقة التي يك ِّسر بها ألواح الثلج وخرج مهد ًدا
بها رأس حامد وصاح:
71