Page 75 - Pp
P. 75
السماء والأرض وما بينهما
لـ«سعدي الح ِّل» المطرب العراقي المشهور ،أخ أصغر منه سنًّا
اسمه «هاشم» ،لأنه يبيع «الدهين» والدهين نوع من الحلوى،
أصبح اسمه «هاشم أبو الدهين».
استيقظ هاشم من نومه يوما فوجد نفسه ليس حشرة مثل
سامزا بطل كافكا في روايته «التحول» ،بل بائ ًعا للدهين ،لكن
أخاه سعدي استيقظ من نومه يو ًما فوجد نفسه مطر ًبا مشهو ًرا
أحبَّته الجماهير .هكذا تجري أمور الحياة ،وهذه بنظر هاشم،
لها علاقة بالحظ والقسمة والنصيب ،أكثر من علاقتها بتلقي
العلوم والآداب في المدرسة ،بمعنى أن بالإمكان أن تصبح مطر ًبا
مشهو ًرا دون أن تنال قس ًطا من التعليم ،فهل نال سعدي أخوه
شيئا من هذا!
يضع هاشم الدهين في صينية تقعد على حامل بعلو متر،
ينادي النهار بطوله :دهين ،دهين ،دهين أبو اللوز .صوت هاشم
جميل تسمعه وأنت تمر بالقرب من مكتبة الفرات وسط المدينة،
فتطرب له.
**
بالقرب من النخلة الباسقة ،في حديقة نادي المعلمين ،جلست
مع صديقي الأستاذ حسن مدرس اللغة الإنجليزية ،وطول النخلة
75