Page 73 - Pp
P. 73
ال َّش َمر
قال لي وهو في حال ٍة عظيمة من الجزع :سأعتزل التمثيل وأكتب
عن تجربتي القصيرة والمريرة في التمثيل كتا ًبا به مذكراتي ،ألم
يكتب نجيب الريحاني مذكراته! صحيح أنا لا أكون إلا نقطة في
بحره الواسع ،لكن ،ربما الريحاني ما عانى في مشواره الفني ما
عانيت ولم ينل تجاه ًل وضي ًما مثل ضيمي.
قلت :لكنك ما زلت غ ًّضا وفي أول الطريق ،صحيح أنك ما
أخذت فرصتك في التمثيل لتصبح كأحمد مظهر في فيلم «الناصر
صلاح الدين» ،وأنك مثّلت فقط دور علي الأكبر في إعادة تمثيل ما
حدث ،أيام عاشوراء من شهر محرم.
هذا العام في شهر محرم لم يع ِطه المشرف على موكب العزاء
دور «علي الأكبر» ،انتزعه منه شخص آخر وأعطوه دور «ال َّشمر
بن ذي الجو َشن» الذي ارتقى في العاشر من شهر محرم ،ارتقى
صدر الإمام الحسين عليه السلام وح َّز نحره بالسيف وأيتم
عياله وحرق خيامه وسبى النساء ،وجرائمه يوم عاشوراء لا ُتعد
ولا تحصى ،لدمويتها وفضاعتها وبشاعتها.
اعترض على هذا الدور ،لكن ما سمع اعتراضه أحد ،قالوا له:
ألست بممثل؟ الممثل الجيد تاقن للأدوار كلها ،يمثل أدوار الخير
والشر بالقوة والكفاءة نفسها ،لقد مثلت دور الخير في شخصية «علي
الأكبر» وما عليك الآن إ َّل أن تمثل نقيضه ،أنت مبدع وهذا يكفيك.
73