Page 77 - Pp
P. 77

‫قال حسن‪ :‬أمامك واحد من ثلاثة‪ ،‬إذا فعلتها نثق بك وبكلامك‬
                  ‫ووعودك بشأن ما ستفعله بعد ثلاثة أشهر‪.‬‬
                      ‫قال هاشم‪ :‬وما هي أشياؤك الثلاثة؟‬

‫قال حسن‪ :‬إما تدفع حسابنا جمي ًعا الآن وهذا رقم واحد‪،‬‬
‫واما تأتينا غ ًدا بصينية كاملة من الدهين‪ ،‬فتوزعها على القاصي‬
‫والداني هنا في نادي المعلمين‪ ،‬وهذا ثانيًا‪ ،‬أما ثالثًا‪ ،‬فهو أن تتسلق‬

 ‫هذه النخلة العالية‪ ،‬ولا تنزل منها إلا ومعك منها تمرة واحدة‪.‬‬
‫قال هاشم‪ :‬الحساب لا أدفعه والصينية لا آتي بها‪ ،‬أما النخلة‬

                                                  ‫فأنا لها‪.‬‬
‫قام هاشم من مكانه يترنح قلي ًل‪ ،‬وعند النخلة خلع حذاءه‬
‫وجوربيه‪ ،‬والتفت إلى الأستاذ حسن قائ ًل‪ :‬لا آتيك بتمرة واحدة‬
‫بل سأجمع لك ما يمكن أن توزعه على الجميع‪ ،‬يأكلون منه حتى‬

                                                  ‫يشبعوا‪.‬‬
‫تسلق هاشم النخلة‪ ،‬أسرع في التسلق أول الأمر‪ ،‬لكن بعد‬
‫ثلاثة أمتار تباطأ‪ ،‬وبعد خمسة أمتار أو ستة توقف‪ ،‬أخذ ينظر‬
‫للأعلى‪ ،‬ربما أيقن أن المتبقي للوصول إلى الأعذاق‪ ،‬هو أكثر من‬
‫المسافة التي قطعها‪ ،‬فاحتار‪ ،‬لا هو بقادر على النزول ولا هو‬
‫بقادر على مواصلة الصعود‪ ،‬فقال بصوت عال‪ :‬أستاذ حسن‪،‬‬
‫في الواقع إني لا أستطيع أن أنزل معي إلا تمرتين واحدة لك‬

                                               ‫وواحدة لي‪.‬‬
‫في هذه اللحظة نادى الأستاذ حسن على النادل بطرس أن‬
‫يأخذ الحساب ومعه حساب تلك الكأس التي شربها هذا المعلَّق‬

                                      ‫بين السماء والأرض‪.‬‬

                          ‫**‬

                                                                              ‫‪77‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82