Page 82 - Pp
P. 82
بقية كلمات الأغنية لأنه وصل إلى السوق ،اشترى الهدية لابنه
ورجع إلى البيت ليسلمها إلى ابنه الذكي.
أخذ الأب الحريص على نجاح ابنه الموضوع من جاره فر ًحا،
لكنها عشر دقائق فقط لا غير ،رجع خائبًا إلى جاره من جديد
قائ ًل :أستاذ ،الله يخليك ،ابني يقول إن مدرسه في التعبير لا يقبل
بمثل هذا الكلام وأنه لو ذهب به غ ًدا إلى المدرسة ،ستكون علامته
صف ًرا ،هذا المدرس لا يحب الأغاني ولا الموسيقا ،وهو يعتبر مثل
هذه الأشياء حرا ًما في حرام.
قال جاره الأديب :وما العمل؟
قال الأب :اكتب له تعبي ًرا آخر وأنت القادر القدير على ذلك.
قال :ولا يهمك ،دع ابنك ينام مطمئنًا ودرجة الـ %100في
الجيب ولا جدل في ذلك.
تحت عنوان «الأب» في منتصف الصفحة كتب :بعد أن صلى أبي
صلاة العصر ،وضع العمامة على رأسه ،ولبس عباءته ومداسه
ود َّس خاتمه أبو فص أزرق في خنصره الأيسر وأوصى أمي ألا
تكشف عن خصلة من شعرها في البيت أمام أبنائها لأن ذلك لا
يليق بالمرأة المحصنة ،خرج من البيت ،يطلب الذهاب إلى السوق
لشراء هدية لابنه الذي حفظ القرآن كله والأحاديث جميعها،
ويصوم رمضان وغير رمضان ،كان سعي ًدا بهذه المهمة ،لذلك
أخذ يقرأ من سورة النساء ،من أولها «بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم» .وراح يكتب حتى أنهى
الصفحة الأولى وأنهى الثانية إلا سطرين ،كتب فيهما :ولم يكمل
أبي قراءة بقية السورة لأنه وصل إلى السوق.
اشترى الهدية لابنه ورجع إلى البيت.
82