Page 86 - Pp
P. 86

‫هي الطبيعة التي تلهمك يا أستاذ؟ كنت أتناقش معه في أمور مثل‬
                           ‫هذه‪ .‬وما توصلنا يو ًما إلى نتيجة‪.‬‬

‫كنا نجلس في حديقة نادي المعلمين‪ ،‬هي ليست حديقة‪،‬‬
‫لكنها أرض مستوية تو َّزعت فيها بعض الأشجار ذات الأوراق‬

                                         ‫المكرمشة‪ ،‬سألني‪:‬‬
                      ‫‪ -‬عندكم أشجار نارنج في حديقتكم؟‬

                           ‫قلت‪ :‬نعم أشجار نارنج وغيره‪.‬‬
                     ‫سأل‪ :‬وعندكم «شبو» بعطره الفواح؟‬

                             ‫قلت‪ :‬نعم وغير الشبّو أي ًضا‪.‬‬
                                      ‫سألني‪ :‬والجوري؟‬

‫قلت‪ :‬عندنا بأنواعه وألوانه‪ ،‬وهو يحيط بمستطيل الأرض‬
                                 ‫المزروعة بالحشيش الناعم‪.‬‬

        ‫قال‪ :‬وبمستطاع المرء أن ينظر من هناك إلى السماء؟‬
                              ‫قلت‪ :‬ممكن‪ ..‬ولغير السماء‪.‬‬

‫قال‪ :‬هل يمكن أن أرافقك اليوم إلى البيت لأرى النجوم فوقي‬
                                   ‫وأستمع لحفيف الشجر؟‬

                    ‫قلت‪ :‬لك ما تشاء‪ ،‬على الرحب والسعة‪.‬‬
‫غادرنا نادي المعلمين م ًعا‪ ،‬الشوارع ساكنة بعد منتصف الليل‬

                                  ‫وما سمعنا صو ًتا لمخلوق‪.‬‬
‫فتحت باب الحديقة الخارجي‪ ،‬وأخذنا ناحية اليمين‪ ،‬سرنا على‬

                             ‫الحشائش وكانت مبللة بالندى‪.‬‬
            ‫قال‪ :‬اذهب أنت إلى فراشك واتركني وحدي هنا‪.‬‬
‫طلبت منه أن يدخل معي إلى البيت لينام تحت سقف غرفة‬

                                                 ‫الضيوف‪.‬‬

                                                                              ‫‪86‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91