Page 89 - Pp
P. 89

‫حرامي رأس السنة الجديدة‬

‫في اليوم الأخير من ذلك العام‪ ،‬كنت عاز ًما على السهر في مكان‬
‫مع بعض الأصدقاء‪ ،‬لكني غيَّرت رأيي لسبب ما‪ ،‬في الثامنة‬
‫مساء‪ ،‬قلت لعبد الجبار عباس‪ :‬أتأتي معي؟ وافق من دون أن‬
‫يسأل إلى أين‪ ،‬وعندما حركت السيارة أوقفني جعفر الزركاني‬

                                          ‫قائ ًل‪ :‬وأنا معكما‪.‬‬
‫في الطريق أخبرتهما أن المهندس كامل دعاني بمناسبة رأس‬
‫السنة للمجيء إلى بيته الذي على طريق ديوانية‪ -‬حلة‪ ،‬ومع أني‬

  ‫لم أعطه وع ًدا مؤك ًدا‪ ،‬لكني سأذهب‪ .‬قالا‪ :‬لا تتركنا ضائعين‪.‬‬
‫وصلت إلى ذلك البيت‪ ،‬فوصلني من وراء باب الحديقة صوت‬

               ‫حاج علي وهو يغني‪ :‬الليلة حلوة‪ ،‬حلوة وهنيَّة‪.‬‬
‫قطعت الأغنية بضغطي على هورن السيارة فهب من في البيت‬
‫إلى الباب‪ :‬باسم ونزار وحاج علي وحسن داحج وطب ًعا كامل‬
‫صاحب البيت‪ ،‬دخلنا فوجدنا كل شيء عامر على المائدة الطويلة‪.‬‬
‫قبل أن يجلس عبد الجبار‪ ،‬غنَّى‪ :‬هذا مو إنصاف منَّك‪ /‬غيبتك‬

  ‫هالكد تطول‪/‬الناس لو تسألني عنِّك‪ /‬شرد أجاوبهم شكول؟‬
‫ملأ حاج علي كؤوسنا ورفع رأسه فبرق الضوء في عينيه‬
‫الخضراوين وقال لجعفر غ ِّن‪ ،‬فغنى جعفر‪ :‬يا با يا با شلون‬
‫عيون عندك يابا‪ /‬قلبي بغرامك مفتون والله يابا‪ .‬وهي من أغاني‬

                                ‫المطرب «رضا علي» الجميلة‪.‬‬

                                                                              ‫‪89‬‬
   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94