Page 88 - Pp
P. 88

‫الحديقة مباشرة‪ ،‬أعتقد أني لم أنم تلك الليلة غير ساعة واحدة‪،‬‬
‫جلست في الظلمة أقلِّب النظر فيما لو كان الأستاذ حسن يحتاجني‬
‫في أمر أو حاجة‪ ،‬وفيما أنا كذلك‪ ،‬سمعت ذلك الباب‪ ،‬باب الحديقة‬
‫يفتحه أحد ثم بعدها يقفله‪ ،‬فهرعت إلى الشباك والفجر ما كاد‬
‫ينسج خيوطه البيِّنة بعد‪ ،‬لكني على ضوء مصباح الشارع الواهن‬

          ‫رأيته‪ ،‬وقد صار على بعد خطوات من الباب فصحت‪:‬‬
                                      ‫‪ -‬إلى أين يا أستاذ؟‬

‫رفع رأسه باتجاه مصدر الصوت وصاح‪ :‬اللعنة على هذه‬
                                          ‫الطبيعة وأمثالها!‬
                                          ‫قلت‪ :‬والفطور؟‬

‫قال‪ :‬ق ِّدمه للقط الأعور‪ ،‬ولا تنس (كما في الأفلام المصرية) أن‬
                       ‫تقول له «صباحية مباركة يا عريس»‪.‬‬

                                                                              ‫‪88‬‬
   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93