Page 80 - Pp
P. 80
-أبو شعد (وكانت تقلب السين شينًا) أجبني ،زينب هذه ،بأي
شيء أحشن مني ،بحشنها؟ بدلالها؟ أم بشلامة قولها ،أجبني؟
وكل يوم أبو سعد لا يجيبها ،يتركها إلى أن تتعب من إعادة
السؤال فتسكت.
في هذا اليوم انتقل الخصام بين الاثنين إلى الزقاق ،خرج
الأستاذ حسن ليرى كيف سينتهي المطاف بينهما ،وقفت ويد
الهون في يدها ته ِّدده بها وتقذفه بكلام جارح أخرجته من فم به
التواءة إلى الأسفل قائلة:
-أريد الناش كلهم يشمعون ،كل يوم أنت تاركني ورايح
لزينب أم الفجل! بأي شيء هي أحشن مني؟
الرجل وأمام الناس لم يحتمل هجومها عليه فأراد أن يرد لها
الصاع صاعين ،قال:
-طبعا زينب أحسن منك ،لها صوت ما أحلاه ،خاصة عندما
تقول لي بالإنكليزي :آي لوف يو ..إش ليبه ِدش .وأنت لا تعرفين
الإنكليزي مثلها!
قالت :قلها من الأول حتى نعرف ،إذا على الإنكليزي أنا سأقول
للأشتاذ حسن ،وهو مدرش إنجليزي ،ويعرف كل شيء وجارنا
وحبَّاب وما يق ِّصر ،ليعطيني دروشا خصوصية حتى أتعلم هذا
الذي تقوله زينب لك ،وننتهي من هذي القصة.
وجد أبو سعد ،كما لو أن الحجة أسقطت من يده ،فأسرع إلى
الأستاذ حسن الواقف قريبًا منه وقال بصوت خفيض مع غمزة
من عينه اليسرى:
-أستاذ لا تتعب نفسك معها ،هذه ما تقدر تقول آي لوف يو..
إش ليبه دش ،لو تطلع برأسها نخلة ،اتركها.
80