Page 76 - Pp
P. 76

‫تلك يصل لارتفاع سقف مبنى سينما الخيَّام القريبة من النادي‪،‬‬
‫غير بعيد عنا مجموعة أشخاص‪ ،‬انضم إليهم هاشم ضي ًفا فيما‬
‫بعد‪ ،‬سمعته يغني لهم في صوت خفيض‪ ،‬بين آونة وأخرى‪،‬‬

      ‫بع ًضا مما حفظه من الأغاني وما كان بينها أغنية لأخيه‪.‬‬
‫عند الحادية عشرة لي ًل انف َّضت جلستهم وغادروا‪ ،‬لكن‬
‫«هاشم» لم يغادر بعد‪ ،‬بل تل َّفت حوله مفت ًشا ع َّمن يكمل معه‬
‫سهرته‪ ،‬ولأنه يعرف «الأستاذ حسن»‪ ،‬وقف على مقربة وقال‪:‬‬

 ‫هل يمكنني أن أجلس معكم‪ ،‬إذا كان ذلك ليس فيه إزعاج لكم‪.‬‬
‫جلس قبل أن يستمع لأي رد من أحدنا‪ .‬لكن حسن نادى على‬

               ‫بطرس النادل وطلب لهاشم كأ ًسا من الشراب‪.‬‬
‫قلت لهاشم‪ :‬يعجبني نشاط أخيك سعدي‪ ،‬كل يومين أو ثلاثة‪،‬‬
‫ينزل له في السوق كاسيتًا جدي ًدا‪ ،‬وهذا ما لا يقدر عليه أحد من‬

                                        ‫المطربين إلا سعدي!‬
‫قال‪ :‬لا يغر َّنك هذا يا أخ‪ ،‬أنا بعد ثلاثة أشهر سيكون عندي‬
‫ِضعف ما عنده من الكاسيتات‪ ،‬اصبر عليَّ قلي ًل وسترى من هو‬

                                                    ‫هاشم‪.‬‬
‫تقول في معرض كلامك أن فلا ًنا سافر إلى أوربا‪ ،‬يقول لك‬
‫هاشم‪ :‬هي أشهر ثلاثة وأطير إلى أوربا لأحيي حفلة غنائية‬

                    ‫هناك‪ ،‬فالطلب عليَّ شديد في الغرب أي ًضا‪.‬‬
         ‫كان الأستاذ حسن يستمع إليه بعدم ارتياح‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تريد منا أن نصدقك في مسألة ثلاثة الأشهر هذه وأنت‬

             ‫لا دليل عندك ولا علامة تجعلنا نصدق ما تقول؟!‬
                  ‫قال هاشم‪ :‬ماذا تقصد؟ ألا تثق بكلامي؟‬

                                                                              ‫‪76‬‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81