Page 74 - Pp
P. 74

‫ما اقتنع بالأمر‪ ،‬وشخصية علي الأكبر تل َّقفها غيره‪ ،‬وإذا أصر‬
‫أكثر من هذا على رفض شخصية الشمر‪ ،‬ستذهب الشخصية‬

       ‫لغيره أي ًضا فيفلس من الاثنين‪ ،‬فليوافق فما باليد حيلة‪.‬‬
‫نزل إلى الشارع وخلف ظهره الرداء الأحمر تلاعبه الريح‬
‫وهو فوق الحصان والجماهير التي تحب أن ترى الواقعة يعيد‬
‫إحياءها هؤلاء الممثلون يقفون حوله‪ ،‬وقبل هذا لطخوا وجهه بما‬
‫أسموه مكياج «الشمر» فبدا عدوانيًّا وشر ًسا قد يبطش بك أو‬

                            ‫بغيرك لو كنت في متناول سيفه‪.‬‬
‫فجأة عصفت الرياح بالحصان الذي امتطاه فاهتاج وصهل‬
‫وازورت عيناه ورفع قائمتيه عاليًا فسقط من فوق ظهره سقطة‬

                                        ‫كادت تقصم ظهره‪.‬‬
‫تدخل الجمهور وه َّدأوا من روع الحصان فاستجاب بعد جهد‪،‬‬
‫بعدها تسارع القوم لرفعه عاليًا‪ ،‬ليجلس فوق السرج ويكمل‬

                               ‫دور الشمر بن ذي الجوشن‪.‬‬
‫بعد شهر سألته‪ :‬أين وصلت في كتابة تجربتك الغنيَّة في‬

                                                  ‫التمثيل؟‬
      ‫قال‪ :‬ما كتبت منه غير الإهداء والبقية تأتي دون شك‪.‬‬

                                       ‫قلت‪ :‬ولمن أهديته؟‬
‫قال‪ :‬لأبناء الشوارع‪ ،‬أولئك الذين رفعوني ذلك اليوم بأك ِّفهم‬
‫لأجلس فوق ظهر الحصان بعدما وقعت‪ ،‬وعددهم لا يقل عن‬
‫خمس وأربعين ساقط خلقيًّا وسرسر ًّيا‪ ،‬وبأصابع أك ِّفهم‪ ،‬التي‬
‫أطلب من الله أن يقطعها لهم يو ًما‪ ،‬لأنها عملت بمؤخرتي وهم‬

     ‫يرفعوني أعما ًل ما رأتها عين من قبل ولا سمعت بها أذن‪.‬‬

                                                                              ‫‪74‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79