Page 17 - الكتاب الكتروني مجموعة 10
P. 17
النظريات المتعلقة بالفن التشكيلي:نظريات تفسر الظواهر النفسية وإرتباطها بالفن وما يمكن أن يمارسه
الفرد من أنشطة فنية وأهمها:
-نظرية التحليل النفسي :الأكثر تأثير في الفنون وكان تأثيرها في المدرسة السريالية واضحا ،حيث يجد فرويد
مفتاحا لتشابكات الحياة وتعقيداتها في الأحلام ،ويجد الفنان السريالي الإلهام في المجال نفسه ،إنه لا يقدم مجرد
ترجمة مصورة لأحلامه ،بل هدفه هو استخدام أي وسيلة تمكنه من النفاذ لمحتويات اللاشعور المكبوتة ،ثم يخرج
هذه العناصر بالصورة الأقرب للوعي وبالعناصر الشكلية الخاصة بأنماط الفن المعروفة .أكد فرويد في تفسيره
للإدراك في الفنون ،على أن مصادر متعة المتلقي للعمل تكمن في اللاشعور ،فالفن في رأيه يقدم للمتلقي حافزا،
حيث يسمح بالاستمتاع بمادة قد تكون مهددة للأنا ،وأن المرء يكون غير واع بمصادر المتعة ،وأسبابها التي
يحصل عليها بتأمله للفن .يحتل اللاشعور مكانة محورية في هذا المنحى التحليلي النفسي واللاشعور هو وحدة
دينامية بها الاندفاعات والصور العقلية المكبوتة ،وهو مصدر أساسي للإبداع والتذوق الفني بهذه النظرية .وقد رأى
فرويد في الفن وسيلة لتحقيق الرغبات في الخيال ،تلك التي أحبطها الواقع ،فالفن في رأيه نوع من الحفاظ على
الحياة.
-نظرية الجشطلت والإدراك الفني :لم يركز مؤسسة هذه النظرية وهم كيرت كوفكا وكوهلر وماكسك
فيرتهايمر،جهودهم لدراسة الفنون والاستثناء الوحيد لديهم كانت محاضرة ألقاها كوفكا في إحدى الندوات كشف
فيها على أن المبادئ الجشطلتية يمكن تطبيقها على الفن ،والفكرة الجوهرية التي تقدمها نظرية الجشطلت هي أن
(الكل مختلف عن مجموع الأجزاء)أو هو (ليس مجرد تجميع للأجزاء ) ،ويتمسك علماء الجشطلت بأن الظواهر
النفسية ومنها الإبداع والإدراك الفني يمكن أن تكون قابلة للفهم إذا نظر إلها بوصفها كليات ذات شكل خاص.
والعمل الفني هو تنظيم خاص لمكونات معينة في شكل كلي متميز .وقد اهتم علماء الجشطلت بالعلاقة بين الإدراك
والتعبير ،وقال أرنهايم أن التعبير هو لغة الفن وأكد أن من دون ازدهار التعبير البصري لا تستطيع أي ثقافة أن
تنشط إبداعيا ،فيرتبط مصطلح (التعبير) بالانفعالات ،لكنه يستخدم أيضا للإشارة إلى الأعمال الفنية.
ميادين الأنشطة الفنية :
تأخذ الأنشطة الفنية مسا ًرا مهم للأطفال خا ًصا أصحاب السلوك الغير سوي حيث يتناول الجانب التطبيقي شامل
مجالات الأنشطة الفنية بهدف تنمية الجوانب الابتكارية والإبداعية وتنمية المهارات وتهذيب السلوك ،ان المهمة
الأساسية للمدرسة هي تحريك السلوك تجاه الإبداع ،ولا يحدث هذا ما لم تكن التنبيهات التي يتسلمها المتعلم في
المدرسة متنوعة وتحمل معلومات تحدث في المتعلم نشاط يبعده عن العنف ،وأن الوظيفة الجوهرية للمدرسة هي
تكوين الاستعدادات المبدعة للمتعلم ،ولقد ذكر "تايلور" عدة مستويات من الإبداع في التعبير ،فالرسوم التلقائية
بخصائصها العفوية عند الأطفال مثالا عن الإبداع التعبيري وعلى أساس ذلك يمكن أن تتطور المواهب تدريجيا
وبقدر يمنح المتعلم إمكانية العفوية والاستقلالية يمكن أن يكون مبدعا فيما بعد ،ويكتسب المتعلم الخبرة ،نتيجة
تفاعله مع البيئة ،فمن خلال هذه الميادين نرى أن الأنشطة الفنية تسهم في إعداد الأطفال إعدادا تربويا واجتماعيا،
وهي جزء من العملية التربوية ،فالتربية بالفن تتطلب تزويد المتعلم بالحس الجمالي والملاحظة والتأمل ،وتشجيع
التعبير الفني ،وإثراء الخيال عندهم لاكتساب الخبرات العلمية والاجتماعية والفنية ،وتنمي الحس الجمالي ،ويتضح
هذا في العناصر الآتية:
-الخبرة الجمالية والخبرة الفنية :هي الاستجابة الانفعالية لجسم أو لموقف محدد ،والمستمتع بالفن يدرك الأشياء
من الوجهة الجمالية ،ونجد أن الفن خبرة ولا تتكامل مكوناتها بدون الفرد الذي يجمع بين الحس ،الدافع ،الفعل،
وهناك صلة بين الإنتاج في الفن ،والإدراك الجمالي له ،ويتضح أن الخبرة الجمالية لها مدلول أشمل من الخبرة
الفنية ،إذ أن الإنسان حين يكتسب خبرة فإنه يدرك الجمال ،فهو يدركها بأساليب تتفق مع طبيعة كل فن ،ومحصلة
ذلك هو الجمال ،وهي ما يطلق عليها القيم الفنية.
15