Page 15 - الكتاب الكتروني مجموعة 10
P. 15
العلاج عن طريق الفن:
يرتكز العلاج على مصدرين هما الكلام والرسم لإستخراج معان مكبوتة ،حيث أن التعبيرات الفنية تسمح للنفس
بالكشف عن خباياها ،ويستند العلاج بالفن لمنهج التحليل النفسي في فهم المشاعر المكبوتة ،وكل طفل يملك طاقة
كامنة لإسقاط صراعاته الداخلية في صور بصرية ،وأن أهم إستخداماته السماح بالتعبير عن الأحلام والخيالات
وتجسيدها ،إن إستعمال الفن كعلاج أنتج ضجة علمية في علم النفس العلاجي والفن والتربية بالفن ،وبدأ متحمسو
التربية الفنية بدراسة علم النفس وتوظيف خبراتهم الفنية ،لإيمانهم بأن الفن ليس مجرد أدوات بل أفكار وأحاسيس
لها صلة مباشرة بالطفل ،ولمعرفتهم أن العمل الفني ليس مجرد صورة تخضع لقواعد ،بل أنها تحمل رمو ًزا تعبر
عن تجارب نفسية خفية بشخصية الطفل ،يكون الاتصال بين المعالج والطفل رمزيًا ،ونتيجة لتمرس إختصايي
العلاج بالفن يمكنه تحليل الرموز ومناقشتها مع الطفل ،عن طريق العلاج بالفن تكون الفرصة متاحة لتشجيع
إستقلالية الطفل من خلال ترجمة مشاعره وإظهار إبداعاته ،من هنا تتضح أهمية المضمون النفسي لفنون الأطفال
،حيث يكون الفن مدخلًا لتربية الطفل ونمو شخصيته وإكسابه التوازن ،فإن العلاج بالفن لا يستعمل فقط في علاج
الأطفال الذين يعانون مشاكل نفسية وفكرية أو جسدية ،بل هو ضمن برنامج إجتماعي تربوي ،وتبرز هنا أهمية
مادة التربية الفنية في المدارس ،فحصة التربية الفنية لا تهدف لدفع الطفل للتعبير عن أحاسيسه بطريقة مباشرة فقط
،بل لتحفيز الإبداع لديه للتعبير عن اللاوعي.
التربية الفنية
مفهوم التربية الفنية :هي تغيير سلوك المتعلم بالتدريب على المهارات والعادات وتزويده بالمعلومات وإكسابه
الميول والاتجاهات عن طريق ممارسة الفن ،وتعني تعليم الفنون التشكيلية وتحوي مجموعة من المجالات الفنية
ويتم تقديمها للمتعلم وفقا للمراحل الدراسية .
إن التربية الفنية هي تعبير عن الواقع كرموز إبتكارية ووظيفية مستحدثة تحمل المعاني والقيم ولها صلة بالطبيعة ،
وواقع الفنان ذاته على إعتبار ما يتمتع به من ملكات خاصة يستطيع أن يحول بها موهبته وعواطفه وأحاسيسه
لإرادة فاعلة ومنتجة.
التربية الفنية ودورها في تنمية مواهب وشخصية الطفل:
يؤثر التكوين الثقافي للمجتمع في استعداد الطفل للتفكير الإبداعي والتعبير الفني ،لذا يجب إدراك مختلف المراحل
التي يمر بها الطفل ،التي تسمى"المستويات التنموية" وهى دليل لمعرفة ما يستطيعه الطفل من أعمال فنية خلال
الطفولة ،وعليه المستويات التنموية تعطي للمعلم مؤشرات عما كان الطفل عليه وما أصبح عليه .واكد الباحثين مدى
تأثير العوامل الثقافية في مضمون التعبير الفني وطريقة تعبيره عنه ،ولأساليب التنشئة الاجتماعية دور في بنية
الطفل السوي فقد أكدت معظم الدراسات العلاقة بين أساليب التنشئة الوالدية والإبداع ،وهناك علاقة ارتباطية
جوهرية بين اتجاهات الوالدية السوية في التنشئة والتفكير الإبداعي ،كما أكدت وجود علاقة أرتباطية عكسية بين
إبداعية الأبناء واتجاهات المعاملة الوالدية غير السوية التي تتسم بالتسلط والنبذ والقسوة والإكراه ،مما يمثل قوى
ضاغطة لا تشجع على التعبير ،وبذلك يكون المستوى الثقافي للوالدين أولى لبنات بنية الطفل السوي .
تنمي التربية الفنية السلوك الإبتكاري والحساسية والتذوق الفني ،وتساعد في نمو القدرات العقلية ،كما تعمل على
تكامل شخصية الطفل وتأكيد ذاته ،وتساعد الطفل على التنفيس للتخفيف من ضغوطه النفسية ،وتراعي الفروق
الفردية ،كما تدرب الحواس وتنميها ،وتكشف عن الموهوبين وترعاهم ،وتعد لغة للإتصال ،وتنمي الأتجاه النقدي
،إن التربية الفنية للطفل لا تعرفه على أدوات فنية وتقنيات جديدة ،إنما تجعله يتعرف على أشخاص وتجارب
جديدة ،وذلك يدفعه للانخراط بالمجتمع وتقوية إنتماءه له.
13