Page 14 - الكتاب الكتروني مجموعة 10
P. 14

‫ولذلك يجب علي اخصائيون التربية الخاصة ايقاف هذه الاستجابات ‪ ،‬والأثـارة الذاتية ظاهرة شائعة بين الأشخاص‬
     ‫المعوقين وبخاصة منهم المتخلفون عقليا ‪ ،‬والمتوحدون ‪ ،‬والمعوقون بصريا ‪ ،‬وتتباين الآراء حول أسباب هذا‬

   ‫السلوك تبعاً للنظرية التي تق ّدم التفسير ‪ ،‬ولعل أكثر الأسباب قبولاً هو ان أثارة الذات تنتج عن النقص في الأثارة‬
                                                                   ‫البيئية ‪ ،‬ومعروف إن عدداً كبيراً نسبياً من‬

                                               ‫الأشخاص المعوقين يفتقر إلى مهارات التفاعل البّبناء مع البيئة ‪.‬‬
                                                       ‫وتف ّسر النظرية السلوكية اثارة الذات استناداً إلى مبادئ‬
                                                      ‫الأشراط الإجرائي المعروفة وأما نظرية التحليل النفسي‬
                                                             ‫فترى ان هذه الظاهرة نتاج خلل شديد في العلاقة‬
                                                          ‫بين الطفل وأمه ‪ ،‬ومهما يكن الامر‪ ،‬فأكثر الأساليب‬
                                                          ‫العلاجية فاعلية هي أساليب تعديل السلوك (وخاصة‬
                                                       ‫التصحيح الزائد‪ ،‬التعزيز التفاضلي للسلوكيات الاخرى‬
                                                                                         ‫وللسلوك البديل )‪.‬‬

                                                                          ‫تشخيص الإضطرابات السلوكية‪:‬‬

    ‫ومن الصعب تشخيصها ‪ ،‬والسبب أن الكثير من الأطفال يكونون كثيري التح ِّدي وكثيري النسيان ومندفعين من‬
  ‫وق ٍت إلى آخر‪ .‬كما أ َّن مسألةَ اعتبار سلوك الطفل طبيعياً تعتمد على الأمورالخا َّصة بالطفل ‪ :‬السن ‪ ،‬النمو النفسي‬
‫والعاطفي والفكري والجسدي ‪ ،‬للحصول على تشخي ٍص لإضطراب سلوكي ‪ ،‬لاب َّد من ظُهور الأعراض عن َد الطفل‬
‫لم َّدة ستَّة أشهر أو أكثر ‪ ،‬ويجب على إختصاصيي الص َّحة جمع معلوما ٍت عن سلوك وبيئة الطفل ؛ فيمكن أن تسبِّب‬
 ‫بع ُض الأوضاع الص ِّحية سلوكاً مؤذياً مؤقَّتاً عند الطفل ‪ ،‬كما يقوم بالتحقُّق من سجلاَّت المدرسة والسجلاَّت الطبِّية‬

    ‫لمعرفة ما إذا كان يبدو أ َّن ظروف الطفل مضطربة على نح ٍو غيرعادي ‪ ،‬كما يقومون بجمع معلومات من أهل‬
      ‫الطفل ومعلِّميه ‪ ،‬ويشخ ُص الطفل بإضطراب سلوكي إذا كانت المعلوما ُت مستوفيةً لمعايير إضطراب محدد‪.‬‬

                                                                   ‫علاج الإضطراب السلوكي‪:‬‬

 ‫تعتمد معالجة الإضطراب السلوكي على نوع ومدى خطورة الإضطراب ‪ ،‬ويتكون العلاج من علاج بالتخاطب أو‬
      ‫علاج بالأدوية أو كليهما‪ ،‬ويمكن تضمين التدريب على المهارات الأجتماعية لمساعدة الطفل على تع ُلّم كيفية‬

‫التعامل بإيجابية أكثر مع الأقران ‪ ،‬وأيضا العلاج السلوكي المعرفي ويشمل على مجموعة من التقنيات هي ( التعليم‬
     ‫الذاتي المعرفي ‪ ،‬الممارسة وتأخذ شكل الألعاب وممارسات للأنشطة العملية والمراقبة الذاتية) وينتمي العلاج‬
    ‫بالأنشطة الفنية لتقنية العلاج بممارسة الأنشطة ‪ ،‬التعبير الفني وسيلة لإسقاط مخاوف الفرد ومشاعره ‪ ،‬ووسيلة‬
    ‫للتنفيس عن الضغوط والتوترات ‪ ،‬فهو يجسد العواطف والصراعات والوساوس والمشكلات من خلال الترميز‬

‫البصري مما يؤدي للتحرر من الصراع‪ ،‬وهو أيضا وسيلة تعويضية لمشاعر النقص الإجتماعي والنفسي والجسمي‬
    ‫‪ ،‬ويؤدي للشعور بالمزيد من النجاح والقدرة على الإنجاز والثقة بالنفس والتخلص من تجارب الفشل والإحباط‪.‬‬

                                 ‫التربية الفنية وعلاقتها بتنمية قدرات الطفل العقلية والإدراكية‪:‬‬

‫التربية الفنية إحدى وسائل اكتشاف الطفل‪ ،‬لكونها تطلق العنان له كي يعبر عن نفسه ‪ ،‬ومن هذا التعبير يتضح نمط‬
‫الطفل هل هو إجتماعي أم إنطوائي ‪ ،‬مما يعد إكتشافا لحالة الطفل ‪ ،‬وذلك من خلال رسمه أفراد أسرته ‪ ،‬فالمبالغات‬

  ‫هي التي تحدد مدى علاقة الوالدين بالطفل ‪ ،‬كما تفصح عن الأسلوب التربوي المتبع من قبل الأسرة معه و يتأكد‬
   ‫دور التربية الفنية في بناء شخصية ‪ ،‬فمن خلالها نكتشف سمات الشخصية وكيفية إشباعها ‪ ،‬غير أنها إلى جانب‬

                                                      ‫ذلك تعد أسلوبا للكشف عن الحالات المرضية وعلاجها‪.‬‬

                                                           ‫‪12‬‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19