Page 43 - الكتاب الكتروني مجموعة 10
P. 43
الغضب والعصبية
-تعد مشكلة الغضب من المشاكل ذات الأهمية العلمية ،التي يهتم بها علماء النفس وعلماء التربية ،ولا سيما
المجتمعات والبيئات التربوية؛ فالغضب سلوك عادي من الطفل ،وخاصة في مراحل الطفولة المبكرة ،ولكن
الغضب عند الطفل إذا استمر يرافقه سلوك الطفل في سنواته اللاحقة بعد ذلك ،ويتطور إلى العنف؛ فإنه حينها
يصبح سلو ًكا غير عادي؛ وإنما هو مؤشر لعدم تك ُيّف الطفل من جهة مع بيئته وأسرته ،وقد يكون مؤش ًرا
لظاهرة مرضية نفسية عند الطفل تنبئ أن الطفل قد يصبح مري ًضا نفسيًا بعد ذلك في مرحلة من مراحل عمره
المتأخرة ففي هذا البحث تعتبر مشكلة الغضب من المشاكل السلوكية التي تتطلب المعالجة ،حيث يتفق علماء
النفس التربويون بوجه عام وكذلك مختصون الأمراض النفسية عند الطفل على أن العمر الذي يمكن أن يقيم
فيه سلوك الطفل من الغضب بأنه طبيعي ،إذا كان عمر الطفل بين السنة الثانية والسنة الخامسة من العمر ،أما
إذا تعدى الطفل سن الخامسة ،فإنه يمكن النظر لغضب الطفل على أنه نوع من المعاناة النفسية للطفل ناتجة
عن عدم التكيف الفعلي عنده.
أهمية المشكلة:
تأتي أهمية البحث من التعرف على سلوك الغضب ،وحالات الغضب التي تتطور مع النمو من (5 - 1
سنوات) ،ولكن الغضب في هذه المرحلة من عمر الطفل يتسم بنوع من الانفعال ،والذي هو نوع من التنبيه من
قبل الطفل لأبويه ،عندما لا يحققون له رغباته الوظيفية (الأكل -الإخراج – اللبس ) ،أو إذا عزل وترك بعي ًدا
في مكان غير المكان الذي يجلس فيه أفراد العائلة مثلاً ،وفي حالة شعور الطفل أنه لم يخص بالحب والاهتمام
منهم ،وقد يكون غضب الطفل الانفعالي نحو أمه مثلاً عندما تريد أن تخلع له ملابسه ،وتريد تغييرها أو
غسلها.
ويعبر الطفل عن غضبه بنوع من البكاء ،وركل الأرض ،أو أن يرمي بنفسه في الأرض ،أي ًضا بالصراخ
وعضه الأصابع.
يكون الأطفال ُعرضة للعصبية الزائدة والتصرف بشكل غير طبيعي نتيجة للعديد من المؤثرات ،منها الأسباب
البدنية عندما يصاب الطفل بأحد الأمراض الوراثية أو علامات التأخر السلوكي أو المعرفي ،ومنها ما يحدث
عندما يشعر الطفل بالغيرة في مراحل من العمر خاصة عندما يوجد في الأسرة مولود جديد .وفي مرحلة بداية
الدراسة والتعامل مع أطفال آخرين من نفس الفئة العمرية أو عندما يكون الطفل مدلل أكثر من اللازم يعتمد
العصبية كأسلوب للحصول علي الطلبات التي يرغب فيها.
41