Page 45 - الكتاب الكتروني مجموعة 10
P. 45
والشكل السلبي للغضب ظاهره الهدوء ،وباطنه الكبت والانخراط في أحلام اليقظة ،وهو عكس الأسلوب
الإيجابي للغضب ،الذي يفرغ فيه الطفل شحنة غضبه ،وغالبًا ما يصل به ذلك الأسلوب لحل مرض بينه وبين
نفسه ،وبينه وبين الآخرين ،وهناك نوع آخر من الأطفال ،قد يلجأ للغضب الانفعالي على أمه خاصة عندما
يراها تعتني بمولودها الجديد الذي احتل الاهتمام والحنان بدلاً منه.
أسباب الغضب:
تشير" جودانق "إلى أن من أسباب الغضب حتى الثانية من العمر ارتدا َء الطفل لملابس ضيِّقة تَ ُعوق حركة
الطفل ،وعادات تنظيم عمليات النظافة( مثل الاستحمام )والإخراج ،كما أن وجود الزوار في المنزل ،أو
وجود كبار داخل المنزل لهم كثير من التعليمات والأوامر المقيِّدة للطفل يكون أح َد أسباب الغضب.
فقدان الطفل للعبة التي يح ُّبها ،أو تلفُها ،أو كسرها ،أو إعطاؤها لطف ٍل آخر دون موافقته أو غصبًا عنه.
السلطة الضابطة غير المتسقة:
كأن يُصبِح للأب موق ٌف إيجابي من الطفل ،بينما للأم موق ٌف مناقض أو عكس الأب ،أو الاستجابة للطفل بعد
أن يغضب بطريقة يرضاها ،أو الاستجابة لرغبات الطفل في الأماكن والمواقف التي تسبِّب حر ًجا للوالدين أو
أحدهما.
نقد الطفل ولومه ،أو إغاظته أمام أشخاص لهم مكانة عند الطفل أو يقدرونه ،أو أمام َمن هم في مثل سنِّه ،أو
تحقيره أو الاستهزاء به .
تكليف الطفل بأداء أعما ٍل فوق إمكاناته ،ولومه عند التقصير؛ مما يعرضه للإحباط نتيجةَ تكليفه بما لا
يستطيع؛ كتنفيذ الأوامر بسرعة.
حرمان الطفل من اهتمام الكبار وحبِّهم وعطفهم.
كثرة استخدام أساليب المنع والتحريم والنواهي ،والتد ُّخل في أوقات كثيرة في حرية الطفل ونشاطه ،مع إلزامه
بمعايير سلوكية لا تتفق مع عمره.
التدليل (تعويد الطفل على أن البيئة تستجيب دائ ًما لرغباته) ،أو القسوة الشديدة التي تولِّد الشعور بظلم
المحيطين به من آباء أو إخوة.
مشاهدة النموذج الغاضب؛ مثل الآباء والمعلمين ،أو الأفلام ،وهذا ما تو َّصل ْت إليه دراسات" لييبنت "
و"باربان".
شعور الطفل بالإخفاق؛ كالتأخر الدراسي ،أو عدم الفهم مثل الزملاء ،أو فشل ممارساته للتقرب من الوالدين.
وتقول الدكتورة ثناء الضبع في كتابها "مشكلات الأطفال وسبل علاجها" :إن أسباب الغضب كثيرة ،تظهر
في الآتي:
عندما يفشل الطفل في إتمام عمل يديه هو ،أو طُلِب منه ذلك ،أو عندما يفشل في دراسته.
حينما نأخذ الطف َل من وسط ألعابه ،وهو مستغرق في اللعب مسرور به.
عندما يطلب أحد الآباء أو الإخوة من الطفل مساعدتَهم لإتمام عم ٍل ما في البيت أو خارج البيت ،وكأن
الغضب والبكاء هنا مو َّجها ِن إلى ذاته؛ لعدم استطاعته إرضاء َمن حوله.
43