Page 247 - m
P. 247

‫‪245‬‬              ‫ثقافات وفنون‬

                 ‫حوار‬

‫على محسن الأحمر‬  ‫عبد الله بن عبد العزيز آل سعود‬  ‫عبد ربه منصور هادي‬           ‫أمراء الحرب على المشهد العام‬
                                                                           ‫لهذه الدولة العربية الأفريقية منذ‬
  ‫التي لطالما كانت ولألفيات خلت‪،‬‬       ‫‪ -‬تجربة المرحلة الاستعمارية‬        ‫‪ .١٩٩٠‬وما زالت الصومال اليوم‪،‬‬
‫جز ًءا من الهوية الجمعية لليمنيين‪،‬‬   ‫التي امتدت لزمن طويل‪ ،‬وعمدت‬
 ‫ولدت هذه الوحدة مشوهة ونتاج‬                                                 ‫بعد مرور ثلاثة وثلاثين عا ًما‪،‬‬
                                        ‫على تدمير الهياكل الاجتماعية‬         ‫تجاهد من أجل استعادة كيانها‬
    ‫عمل فوقي إلحاقي جمع نظام‬           ‫التقليدية‪ ،‬ولم تنجح في إحلال‬         ‫السيادي المنقوص والخروج من‬
    ‫الجنوب الاشتراكي «الفاشل»‪،‬‬          ‫هياكل دستورية غربية بديلة‪،‬‬
  ‫بحكم أن تعريف القانون الدولي‬          ‫وهويات عالمية لتكوين الدول‬                            ‫حال الفشل‪.‬‬
                                                                          ‫كما تشكل الحرب الأهلية في لبنان‬
        ‫للفشل يضم اي ًضا الدول‬                            ‫الجديدة‪.‬‬
‫البوليسية‪ ،‬والتسلطية‪ ،‬والشمولية‪،‬‬    ‫‪ -‬عمليات التحديث الوطني لما بعد‬            ‫خلال الثمانينيات إحدى أبرز‬
                                                                            ‫تعابير «فشل الدولة»‪ ،‬وما زالت‬
      ‫مع نظام الجمهورية العربية‬      ‫المرحلة الاستعمارية‪ ،‬وما رافقها‬       ‫هذه الدولة العربية التي كنا نفخر‬
‫اليمنية‪ ،‬القبلي‪ -‬العسكري المتخلف‬         ‫من طغيان‪ ،‬وفساد اجتماعي‬
                                          ‫وسياسي وأخلاقي‪ ،‬وفشل‬                ‫بأنها سويسرا الشرق‪ ،‬رهينة‬
      ‫الذي كان مسر ًحا للارتزاق‬         ‫مشروع بناء الدولة الحديثة‪.‬‬             ‫لمليشيات حزب الله الإرهابية‬
    ‫والعنف وسيادة قانون الغاب‪.‬‬
                                      ‫وكل هذه المساقات التي شكلت‬                  ‫المدعومة من إيران‪ ،‬والتي‬
        ‫وجاءت الوحدة بعد تخلي‬           ‫الخلفية لانهيارات المؤسسات‬         ‫اختطفت الدولة اللبنانية‪ ،‬وحولت‬
   ‫الحلفاء في الكتلة الشيوعية عن‬
                                      ‫والقانون والنظام كليًّا أو جزئيًّا‬      ‫مؤسساتها إلى قنوات لتهريب‬
       ‫اليمن الجنوبي‪ ،‬مما دفعهم‬          ‫تحت الضغط ووسط ارتباك‬             ‫الأسلحة والصواريخ والمسيِّرات‪،‬‬
  ‫للتحالف مع نظام را ٍع للإرهاب‬
                                    ‫واندلاع العنف‪ ،‬وتحول الدول إلى‬              ‫وصناعة وتجارة المخدرات‪.‬‬
    ‫دفع بالآلاف من شباب اليمن‬        ‫وجود شبحي على خريطة العالم‪،‬‬          ‫تحولت لبنان إلى منطلق للتوسعية‬
 ‫للحرب في أفغانستان في صفقات‬          ‫تنطبق على تجربة اليمن بشماله‬
                                    ‫وجنوبه‪ ،‬ودولته الموحدة‪ .‬فحينما‬            ‫الإيرانية‪ ،‬فيما باتت عصاباتها‬
   ‫تجارية بعوائد ملياريه أشرفت‬       ‫أراد اليمانيون بناء دولة الوحدة‬        ‫تتغذى من جسد الدولة اللبنانية‬
   ‫عليها أجهزة المخابرات الدولية‪،‬‬
   ‫وتواصلت هزاتها الارتدادية في‬                                                 ‫المتعب والمتهالك مثل تفشي‬
                                                                                ‫السرطان في الجسد السليم‪.‬‬
                                                                             ‫بنظر خبراء القانون الدولي ثمة‬
                                                                             ‫ثلاث سياقات يمكن من خلالها‬
                                                                          ‫فهم العوامل الجيوسياسية لبروز‬
                                                                          ‫«الدولة الفاشلة» في جغرافيا العالم‬
                                                                           ‫الثالث‪ ،‬يمكن تلخيصها على النحو‬

                                                                                                   ‫التالي‪:‬‬
                                                                             ‫‪ -‬ظروف الصراع الدولي زمن‬
                                                                          ‫الحرب الباردة‪ ،‬حيث تبنت القوتان‬
                                                                             ‫العظميان أنظمة تسلطية فاشلة‬
                                                                              ‫بشكل مصطنع‪ ،‬وحافظت على‬
                                                                              ‫بقائها كدول حليفة في خريطة‬
                                                                           ‫المواجهة بين الشرق والغرب‪ ،‬من‬
                                                                             ‫خلال إمدادها بالأسلحة‪ ،‬أو من‬
                                                                            ‫خلال هياكل السلطة القائمة على‬
                                                                           ‫الإيديولوجيا التي فرضتها الدولة‬

                                                                                                  ‫بالقوة‪.‬‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252