Page 248 - m
P. 248

‫كانت الرياض تراقب منذ فترة‬
                                   ‫من الزمن انهيار هياكل النظام‬
                                    ‫والقانون في جارتها الجنوبية‪،‬‬
                                    ‫وكانت المخاطر تتزايد مع ورود‬

                                     ‫رسائل التحذير من كل صوب‪،‬‬
                                   ‫ومعها تزايدت مصادر القلق لدى‬
                                   ‫صانع القرار السعودي‪ ،‬من أن ما‬
                                   ‫يحدث في اليمن ستكون له آثار‬
                                    ‫ارتدادية واسعة على المنطقة‪،‬‬
                                   ‫خاصة لموقع اليمن الاستراتيجي‬
                                  ‫عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر‪،‬‬
                                  ‫وسيطرته على مضيق باب المندب‪..‬‬

  ‫الأمن في ‪ ٢٩‬يناير ‪« :٢٠١٤‬ثمة‬    ‫المقاصد‪ ،‬امتصت القادمين الجدد‬          ‫نشوء إرهاب القاعدة وداعش‬
‫ارتباط بين عناصر النظام القديم‬    ‫من عدن إلى مركز الثقب الأسود‬       ‫وأثرهما الممتد حتى اليوم‪ .‬ويقول‬
 ‫(نظام صالح) وتصاعد عمليات‬                                           ‫ولي العهد السعودي في حوار مع‬
                                    ‫في صنعاء‪ ،‬وبدأ الصراع داخل‬      ‫الواشنطن بوست في بداية ‪:٢٠١٨‬‬
   ‫القاعدة»‪ ،‬وأبدى استعداده مع‬     ‫ما يمكن تسميته بالدولة اليمنية‬
 ‫لجنة القاعدة وطالبان في مجلس‬     ‫الواحدة‪ ،‬وانتشر النضال المطلبي‬       ‫إن الغرب‪ ،‬إبان الحرب الباردة‪،‬‬
                                                                       ‫بدأ مواجهة الشيوعية والاتحاد‬
    ‫الأمن لتقديم الأدلة على ذلك‪.‬‬    ‫للجنوبيين‪ ،‬واختلط بالإرهاب‪،‬‬     ‫السوفييتي من الرياض‪ ،‬عبر نشر‬
   ‫وتزايدت حالة الاستنفار العام‬   ‫وانفرط العقد الاجتماعي المأمول‪.‬‬   ‫الأفكار الوهابية في العالم‪ .‬تم ضخ‬
   ‫حتى بلغت ذروتها فيما سمي‬        ‫ويقول الرئيس هادي إن صالح‬         ‫المال في جيوب تجار الدين مقابل‬
  ‫بالربيع العربي‪ ،‬حينما خرجت‬                                         ‫الآلاف من الشباب اليمنيين الذين‬
‫جماهير الشباب في كل محافظات‬           ‫هدده في مايو ‪ ٢٠١١‬ر ًّدا على‬
   ‫اليمن للمطالبة برحيل النظام‪،‬‬      ‫رفضه التعاون معه في قضية‬             ‫زج بهم في جبهات الإرهاب‪.‬‬
‫فقفزت الأجندات الخارجية لتعبث‬         ‫خلافية في الجنوب‪ ،‬بإسقاط‬
                                   ‫محافظة أبين الجنوبية‪ ،‬ومسقط‬               ‫***‬
     ‫بساحات التغيير وفق رؤية‬         ‫رأسه بيد إرهاب القاعدة‪ ،‬وما‬
     ‫ما سمى بـ»الشرق الأوسط‬        ‫هي إلا أيام وتحقق وعد صالح‬       ‫منذ اليوم الأول لقيام دولة الوحدة‬
‫الكبير»‪ ،‬ووجدت الأحزاب الدينية‬                                       ‫تهالك بنيان النيات‪ ،‬ليتكشف عن‬
‫واليسارية والقومية فيها ضالتها‬                       ‫«الإرهابي»‪.‬‬     ‫دكتاتورية شديدة التعقيد‪ ،‬ودولة‬
                                  ‫وقد أكد ذلك السيد جمال بنعمر‬         ‫عميقة إقصائية الأبعاد‪ ،‬فاسدة‬
                ‫للفوز بالسلطة‪.‬‬    ‫مبعوث الأمم المتحدة الأسبق إلى‬
     ‫وفي هذه المرحلة التاريخية‪.‬‬
                                     ‫اليمن في افادته المغلقة لمجلس‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253