Page 253 - m
P. 253
251 ثقافات وفنون
رأي
علي عبد الله صالح بطرس بطرس غالي جمال بنعمر السعودية منذ قيامها في مواجهات
مع اليمن ونظمها المختلفة سواء
كما واجه التحالف الذي تقوده واجهته مع تحالف القوى اليمنية في الشمال أو الجنوب ،وأبرز
السعودية حقيقة انسحاب المنضوية تحت مظلة الشرعية، تلك المحطات تمثلت في الحرب
وهي أشتات من قوى متنوعة السعودية اليمنية في ،١٩٣٤
المكونات العشر التي أعلنت منذ ومختلفة الأجندات ،وتتوزع ما
اليوم الأول اشتراكها في حرب بين قوى تقليدية مشهود لها والحرب الملكية الجمهورية في عقد
دعم الشرعية في اليمن لأسباب بالولاء للسعودية ،وقوى قومية الستينيات ،وحرب الوديعة في
نوفمبر .١٩٦٩
متعددة ،ربما كان أبرزها أن كانت حتى الأمس القريب شديدة ورغم اختلاف دوافع هذه
العمليات العسكرية لم يكن متوق ًعا العداء للسعودية ،وقوى الأجندات
الحروب ،إلا أنها جاءت على خلفية
لها أن تستمر إلا لبضعة أشهر، الخاصة كالقضية الجنوبية، سيكولوجية متأصلة في العقلية
ولكن حساب الحقل لم يوافق والإسلاميين ،وقوى التغيير التي اليمنية ،كانت تغذيها الإمامة
في شمال اليمن ضد السعودية،
حساب البيدر ،وبقيت الإمارات كانت وما زالت ترفع شعارات وانتهى الحال بالإمامة ورموز
في التحالف حتى أعلنت في فبراير الربيع العربي ،وتقف في صف الأسطورة الدينية لاجئة في
الاحتجاجات في البحرين في ،٢٠١١ السعودية تخطب الود والولاء.
،٢٠٢٠في مراسم عسكرية وقوى تتبع نظام الرئيس صالح وورثت الجمهورية في الشمال
احتفالية مهيبة في أبو ظبي، هذه الحالة النفسية ،بمزيد من
عودة قواتها المشاركة في حرب والتي قفزت إلى الرياض بعد الكره للسعودية باعتبارها قبلة
اليمن ،والتي شارك فيها ()١٥ أشهر من بدء الحرب وانضمت «الرجعية العربية» ،وسرعان ما
ألف جندي مشاة وقوات خاصة، إلى مشروع استعادة الدولة بعد تحولت الجمهورية حتى ما قبل
وثلاثة آلاف من القوات البحرية. أن أدركت أن فرصها تضمحل
وأعلنت الإمارات في هذه المناسبة بوجود الحوثي في صنعاء ،وهي زمن دولة الوحدة ،إلى متل ٍّق للدعم
أنها أنجزت تدريب وتسليح التي اقتاتت من السلطة المركزية السعودي للجيش والمؤسسة
قوات جنوبية قوامها مئتي ألف الأمنية والقبائل .كان الجميع
لعقود.
يستطعم المال السعودي باعتباره
ح ًّقا ،ولا يرى في السعودي أ ًخا.
أما في الجنوب فقد كان الراعي
السوفييتي ضامنًا لبقاء وقوة
النظام «الاشتراكي» تحت مظلة
الحرب الباردة ،التي ما إن سخنت
وأفلت شمسها ،حتى انهار
النظام بفعل حروب الرفاق التي
لم تتوقف ،فلجأ البقية للوحدة
هر ًبا من المزيد من التنكيل الذاتي،
وكان صالح في الاستقبال ،وبقية
قصة فشل دولة الوحدة معروفة
للجميع.
ومما زاد من تعميق إدراك المملكة
للمأزق اليمني ،الفشل الذي