Page 258 - m
P. 258
العـدد 55 256
يوليو ٢٠٢3 والقيمة الإبداعية ،بما ُي ْمكن أن
يحدد العلاقة الإجرائية بالمفهوم
الجمالي التعيبري ،كتقنيات تعالج
ممارسة خزفية رهانها المعاصرة
والتجدد و»التوتر» المستمر.
لم تكن صياغة الصرخة بعيدة
عن مسار أركيولوجي يغوص في
الأرض ،ويبحث فيها قصد تحقيق
القيمة التعبيرية ،وطرح قطبية
العلاقة بين الخامة والأثر والمكان.
وفي هذا دفع نحو تصور العلاقة
بين صيرورة إنشائية ،ضمن
تصور تشكيلي يعرج بممارسة
خزفية معاصرة ،تربط بين التقنية
من جهة والناحية التعبيرية
والتشكيلية من جهة ثانية.
إن التطرق للمادة ضمن مسار
«الصرخة» وتجلياتها هو في
الأصل عودة للنشأة ،أو هو بحث
في طبيعة المادة الغفل وإعادة
قراءتها ضمن سياقها الطبيعي،
الذي يستعير من الأرض رطوبتها
وحرارتها ،و لينها وصلابتها،
لتكون مجسمات خزفية تصور
الأرض والإنسان بفكر «سناء
الجمالي أعماري» .أجسام ُخلقت
من أرض عجينية تنبض بالحركة
والحياة بعد أن غادر الماء شرايين
الطين منها إلى غير رجعة ،ولكنها
مغادرة فيزيائية ترصد الخزافة
من خلالها باقة أخرى من ألوان
الحياة والحركة وومضات من
صرخات سوريالية .فبين الطين
والأرض عاطفة ملتهبة تتخذ من
المادة مسا ًرا أركيولوجيًّا يتلبس
بباطنها ،ويكشف عما ينبض به
سطحها من معنى التواصل ،أو
أنه استعارة الصرخة والتراب،
والبحث عن معادن خفية للتجانس