Page 261 - m
P. 261

‫‪259‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

‫تتزاوج‪ ‬فيها أنامل «سناء الجمالي‬
‫أعماري» ومادة الطين‪ .‬فتباشرها‪،‬‬

  ‫وتقيم فيها‪ ،‬ولكن خارج سياق‬
 ‫المألوف‪ ،‬بل إنها إقامة استعارية‪،‬‬

     ‫تحمل س ًّرا من أسرار سحر‬
   ‫الغموض‪ ،‬يتميز بأبعاد روحية‬
 ‫مبهمة المعالم‪ ،‬ولا أحد يعلم لماذا‬
 ‫صرخت «سناء الجمالي أعماري»‬
   ‫أمن أجل وطنها المثقل بعذابات‬

    ‫خيبات السياسة؛ أم من أجل‬
        ‫مرض أصاب الإنسانية؟‬

‫امتزاجية المكان‬

 ‫إن إقبال الخزافة على مادة الطين‬
     ‫ليس بالأمر الهين‪ ،‬ولا أي ًضا‬
      ‫بالدرب المعقد‪ ،‬بما أنه يفتح‬
    ‫مصراعي الباب على جملة من‬

  ‫الصراعات‪ ،‬أولها الصراع بينها‬
    ‫والمادة المحسوسة‪ ،‬فتتضارب‬
      ‫فيها مستوى العلاقات؛ من‬

 ‫علاقة أولى أفقية أساسها السعي‬
   ‫إلى خلق التآلف والتواصل مع‬

 ‫المادة لتشكيل أثر فني‪ ،‬إلى علاقة‬
      ‫ثانية عمودية تندرج ضمن‬

  ‫داخلي الذات الفاعلة وتنفتح على‬
    ‫بواطنها‪ ،‬لذلك كانت صرخات‬
    ‫طينتها فع ًل شخصيًّا لا يقبل‬

‫القسمة‪ ‬والمشاركة من جهة‪ ،‬ولكنه‬
    ‫ينفتح على الآخر في قدرة على‬
      ‫الاستجابة للخارج وافتكاك‬

 ‫التبطن الذي يدفع بتشكيلها لمادة‬
    ‫الطين نحو المرئية والحضور‪،‬‬
    ‫لذا فقد كانت العلاقة الحميمة‬
    ‫بينها والمادة الغفل هي ميثاق‬

 ‫قراءة أولى تقوم على مبدأ الإثارة‬
 ‫والاستجابة‪ ،‬بما هي علاقة تنزح‬
  ‫نحو الانصهارية والاستيعابية‪:‬‬

   ‫علاقة تما ٍه بيني ٍة قط ًعا للمسافة‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266