Page 265 - m
P. 265

‫‪263‬‬                  ‫ثقافات وفنون‬

                     ‫شخصيات‬

‫فريدريك وارد بوتنام‬  ‫تيسير خلف‬                     ‫أبو خليل القباني‬     ‫لقبه فيقال إنه اشترى قبَّا ًنا في‬
                                                                      ‫سوق البزورية فرافقه هذا اللقب‬
   ‫لمتابعة المشروع‪ ،‬وقامت وزارة‬         ‫والدهاء ونجحوا في مهمتهم‬
    ‫الأشغال العامة والتجارة على‬    ‫واحرقوا مسرحه‪ .‬على أثرها‪ ،‬شد‬             ‫كشهرة طيلة سن ِّي حياته‪.‬‬
    ‫الفور بإحالة نسخة إلى الباب‬                                       ‫استهوته عروض الدمى المتحركة‬
                                      ‫القباني رحاله نحو مصر عام‬
 ‫العالي من عقد أبرم مع سعد الله‬      ‫‪ ١٨٨٤‬بحثًا عن فضاءات رحبة‬                ‫(الأراكوز)‪ ،‬وبدأ يعرض‬
     ‫افندي وشركاه‪ ،‬وهي شركة‬         ‫بلا مكائد‪ .‬لكنه واجه هناك حملة‬   ‫مسرحياته في سهرات تقام ببيوت‬
                                                                     ‫معارفه‪ ،‬ففي عام ‪ ١٨٧١‬عرض في‬
‫تصدير مقرها في إسطنبول‪ ،‬ينص‬                                 ‫ضده‪.‬‬     ‫دار جده‪ ،‬وبحضور الوالي صبحي‬
‫على بناء الجناح العثماني الرسمي‬
                                   ‫مقدمات الرحلة التاريخية‬              ‫باشا‪ ،‬أول مسرحية من تأليفه‬
  ‫على شكل مبنى سبيل السلطان‬                                              ‫وكانت بعنوان‪« :‬ناكر جميل»‪،‬‬
    ‫أحمد‪ ،‬القائم عند مدخل قصر‬         ‫تلقت السلطنة العثمانية في ‪١٩‬‬       ‫فأعجبت الوالي وكلفه بتشكيل‬
     ‫توبكاي‪ ،‬وبناء مسجد وأبنية‬           ‫فبراير‪ /‬شباط ‪ ١٨٩١‬دعوة‬         ‫فرقة مسرحية‪ ،‬قدمت عرو ًضا‬
  ‫للمسارح‪ ،‬على أن لا تتضمن أي‬           ‫موقعة من الرئيس الأمريكي‬     ‫على مسرح كازينو الطليان في باب‬
‫شيء يخل بذات الخدور المسلمات‬                                           ‫الجابية وقدم مسرحية عنوانها‬
   ‫والآداب العامة‪ .‬تم تثبيت هذه‬        ‫بنيامين هاريسون للمشاركة‬        ‫«الشيخ وضاح ومصباح وقوت‬
   ‫الشروط حتى في اسم الشركة‬            ‫في معرض مهرجان شيكاغو‬            ‫الأرواح»‪ ،‬انتقل بعدها إلى خان‬
    ‫الممولة للمشروع وهي شركة‬           ‫الكولومبي‪ ،‬المزمع إقامته على‬   ‫العصرونية‪ ،‬ثم إلى خان الجمرك‬
     ‫العوائد الشرقية‪ ،‬المسجلة في‬   ‫مدى (‪ )٦‬أشهر (من مطلع مايو‪/‬‬       ‫في وسط المدينة بتشجيع من والي‬
‫بيروت وشيكاغو باسم الصحافي‬            ‫آيار إلى نهاية أكتوبر‪ /‬تشرين‬
     ‫البيروتي بطرس أنطونيوس‬           ‫الأول من العام ‪ ،)١٨٩٣‬وكان‬          ‫دمشق‪ ،‬آنذاك‪ ،‬مدحت باشا‪.‬‬
                                   ‫السلطان عبد الحميد حري ًصا على‬           ‫استمد القباني موضوعات‬
                      ‫وشركاه‪.‬‬      ‫إظهار سلطنته في المحافل الدولية‬
      ‫تمت الموافقة على المخططات‬        ‫بوصفها قوة عظمى‪ ،‬فأصدر‬         ‫مسرحياته من حكايات ألف ليلة‬
      ‫والمجسمات لمشروع القرية‬       ‫فرما ًنا بـتشكيل لجنة تحضيرية‬        ‫وليلة‪ ،‬ف ُأعجب الجمهور بهذه‬
                                                                        ‫الكوميضة (الكوميديا) المحلية‪،‬‬
                                                                        ‫وشغف بها المجتمع الدمشقي‪،‬‬

                                                                     ‫وأقبل الناس على فنه لدرجة صار‬
                                                                     ‫معها بعض الباعة وصغار التجار‬

                                                                         ‫يقتطعون من دخلهم اليومي‪،‬‬
                                                                          ‫وربما ذهب بعضهم إلى بيع‬
                                                                        ‫مصوغات زوجته‪ ،‬من أجل أن‬
                                                                      ‫يحصل على تذكرة دخول لإحدى‬

                                                                                         ‫مسرحياته!‬
                                                                        ‫كان متوق ًعا أن يعترض رجال‬

                                                                          ‫الدين على هذا النجاح الفني‪،‬‬
                                                                       ‫فأغروا الصبية في الأزقة بحفظ‬

                                                                         ‫أغانيه وترديدها ليشتموه بها‬
                                                                         ‫كلما قابلوه بالطريق‪ ،‬وأوفدوا‬
                                                                       ‫منهم الى القسطنطينية من يوقع‬
                                                                     ‫بين الوالي وبين القباني بما يشبه‬
                                                                          ‫الوشاية‪ ،‬واستخدموا الحيلة‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270