Page 269 - m
P. 269

‫‪267‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫«أن ِت السبب يا‬

     ‫نوارة»‪ ..‬عن البنت‬
                                                             ‫دينا الح َّمامي‬
     ‫التي فقدت أبيها‬

     ‫وهي تبحث عن‬

                                     ‫نفسها!‬

‫إلا عبر ِشعره‪ .‬هو اختار أن يكون‬        ‫وبطقوس مضحكة كنكتة مريرة‪،‬‬                ‫منذ أسابيع وأنا عاكفة على كتاب‬
                      ‫مشا ًعا‪.»..‬‬          ‫شعر ُت وأنا أقرأ كتاب نوارة‬
                                                                                     ‫نوارة أحمد فؤاد نجم «وانت‬
 ‫هكذا صرحت نوارة في الصفحات‬          ‫وكأنها تربت على قلبي المنهك بدون‬            ‫السبب يابا» وكما يقولون «عمالة‬
‫الأولى من الكتاب وكأنها تؤ ِّمن على‬   ‫إرادة منها وبلا سابق معرفة بي‪،‬‬            ‫أقدم رجل وأأخر التانية في الكتابة‬
                                        ‫فأنا أتابعها عن كثب ومن بعيد‬
   ‫ما يجول بخاطري‪ ،‬وهو رغبتي‬            ‫كي لا أخرق حزام الخصوصية‬                     ‫عنه»‪ ،‬في حقيقة الأمر لم يأت‬
 ‫التواقة في الحديث عنهم لشعوري‬        ‫الذي تفضله‪ ،‬أقرأ كل حرف تكتبه‬               ‫شعوري بالرهبة من الكتابة عن‬
                                          ‫بحرص ولا يفوتني تعليقاتها‬                ‫نوارة نجم إلا من تقاطع جميع‬
   ‫بالواجب الإنساني تجاه نفسي‬        ‫الطريفة لدى الأصدقاء المشتركين‪.‬‬              ‫أحداث حياتي مع ظروف حياتها‬
  ‫أو ًل‪ ،‬وشيجة الانتماء الشعوري‬                                                 ‫تقاط ًعا يصل إلى حد التطابق كثي ًرا‪،‬‬
    ‫نحو تجربة أسرة دفعت الثمن‬                ‫لماذا نوارة‬                          ‫ويشوبه الاختلاف حد التناقض‬
‫غاليًا من عمرها وطاقتها وعلاقاتها‬      ‫ولماذ أحمد فؤاد نجم؟‬                         ‫أحيا ًنا وإن تشابه الإطار العام‬
                                                                                   ‫للحدث؛ قطعت على نفسي عه ًدا‬
     ‫بالناس كضريبة لاختياراتهم‬       ‫«أدت المصادفة البيولوجية البحتة‬               ‫منذ عدة شهور ألا أكتب سوى‬
   ‫الحرة‪ ،‬هي من ألزمتني أن أنقل‬        ‫إلى أن أكون ابنة أحمد فؤاد نجم‬
    ‫تجربتي مع كتاب نوارة الملهم‬                                                     ‫عما أنجذب تجاهه عاطفيًّا ولو‬
                                     ‫دون اختيار منه ولا مني‪ .‬لكن أبي‬              ‫بالألم‪ ،‬وألا أنساق في الكتابة عن‬
     ‫والأ َّخاذ‪ ،‬وأرجو أن ينصفني‬       ‫اختار أن يكون أ ًبا للجميع‪ .‬إذن‪،‬‬            ‫أي نص يعجبني‪ ،‬وذلك لظروفي‬
        ‫صدقي في توثيق رؤيتي‪.‬‬             ‫يحق لأي عابر سبيل أن يكتب‬               ‫الصحية والنفسية شديدة التعقيد‬
                                       ‫تجربته مع أحمد فؤاد نجم‪ ،‬كما‬             ‫والحساسية‪ ،‬والتي قلصت قدرتي‬
       ‫نوارة نجم‬                        ‫رآها هو‪ ،‬سواء كان صدي ًقا‪ ،‬أو‬           ‫على القراءة والكتابة لل ُعشر تقريبًا‪،‬‬
    ‫وأحمد فؤاد نجم‬                    ‫رفي ًقا‪ ،‬أو عد ًّوا‪ ،‬أو شا ًّبا لم يعرفه‬
                                                                                     ‫فلم أعد أقرأ أو أكتب إلا وف ًقا‬
  ‫أظن أن عليَّ واجب الاعتراف بأن‬                                                    ‫لمزاجي المضطرب طوال الوقت‬
    ‫رصد نوارة لعلاقتها مع أبيها‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274