Page 268 - m
P. 268
ووصفهم بالاستبداد والظلم العـدد 55 266
للنصارى ،وبأن الأجانب هم
يوليو ٢٠٢3 طيرة الحكيم
الأفضل ،بدليل أن الخطب
والكلمات ألقيت باللغة الإنكليزية ملكة سرور مأساوية غير متوقعة ،وتطورات
حتى لا يفهم المسلمون ما يقال متسارعة توزعت بين مكائد
القباني؛ بوصفه المدير الفني طالت الشيخ القباني ورفيقه،
عنهم ،وبعد التحقيق ،جاء الرد للفرقة ،في مؤامرة تستهدف بطرس أنطونيوس ،وحدث
من جهاز إدارة المخابرات بأن مكانة السلطنة! وهذه الشكوى أمريكي داخلي عجل بإنهاء
هذه المعلومات لا صحة لها ،وأن كتبها (حسني البيروتي) وا َّدعى
الشكوى كيدية ،إلا أن القباني فيها :إن القائمين على (مرسح برنامج المهرجان إثر في اغتيال
غادر شيكاغو بعد شهرين فقط العادات الشرقية) أرادوا من عمدة شيكاغو كارتر هاريسون
من وصوله ،بعد هذه التطورات
خلال رحلتهم إلى شيكاغو يوم ٢٨تشرين الأول ١٨٩٣
المقلقة ،وكان سفره س ًّرا إلى تشويه صورة العرب والمسلمين من لدن مسلح ساخط ،فألغيت
لندن ثم إلى باريس ،ولم يقصد احتفالات اختتام المعرض التي
دمشق أو مصر أو إسطنبول،
كانت مقررة في الثلاثين من
خو ًفا وتح ُّسبًا على ما يبدو. الشهر نفسه ،وغادرت الوفود
وهنا يختتم تيسير خلف كتابه والفرق مسرعة إلى نيويورك
عند هذه النقطة ،بطرح عدة تمهي ًدا للعودة إلى بلدانها.
أسئلة ،جاء فيها“ :لا نعرف أما الشيخ القباني فقد غادر
كم من الوقت أمضى أبو خليل فعاليات المعرض مبك ًرا متوجها
القباني في لندن وباريس؟ ولا إلى فرنسا ،سبب معلومات كاذبة
كيف عاد إلى دمشق؟ بح ًرا عن ُقدمت إلى جهاز المخابرات في
طريق ميناء بيروت؟ أم ب ًّرا في إسطنبولُ ،تفيد بتورط (مرسح
قطار الشرق السريع الذي كان العادات الشرقية) المنتمي إليه
يربط باريس بالقسطنطينية؟
وهل تع َّرض للمساءلة من
جانب السلطات في إسطنبول أو
بيروت؟ أم أنه أوقف فترة من
الزمن؟ وهل ثمة دور لصديقه
أحمد عزت باشا العابد -كاتب
السلطان عبد الحميد -في إطلاق
سراحه وتخليصه من هذه
الورطة؟ أم أنه واجه مصيره
بنفسه؟ أسئلة لا يملك أحد
الإجابة عنها في الوقت الراهن.
ولكننا نعلم أنه تكتم على خبر
رحلته إلى شيكاغو تسع سنوات
حتى وافته المنية في منزله
الدمشقي على أثر إصابت ِه بمرض
الطاعون في عام »١٩٠٣