Page 272 - m
P. 272

‫مشاعره تجاه الشيء الواحد‪ ،‬فهو‬                              ‫العـدد ‪55‬‬                          ‫‪270‬‬
   ‫يعشق الحسين والعدرا ويتقزز‬
      ‫من المتدينين‪ ،‬لا يحب خراب‬                                           ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬      ‫الكنز»‪ ،‬ولأنها تمتاز بإخلاص‬
                                                                                         ‫الحارس الأمين فقد نقلت نوارة‬
‫البيوت العمرانة ولكنه يشجع بناته‬  ‫إهانة شخصية‪ ،‬فقد أحب عم نجم‬
   ‫على الانفصال إن حدثت مشكلة‬     ‫الحسين حبًّا يصل للتقديس مطل ًقا‬                         ‫تجربتها شديدة الثراء مع أب‬
                                                                                        ‫فرضت عليه ظروف تكوينه‪ ،‬مع‬
‫تافهة‪ ،‬يحب شعر الأبنودي ويكره‬       ‫عليه «حبيبي»‪ ،‬وتذ ُكر نوارة أنه‬                    ‫اختياراته‪ ،‬ألا يكون اعتياد ًّيا أي ًضا‬
     ‫شخصه‪ ،‬يعتبر جنود القوات‬          ‫ذهب لمقام الولي ليعاتبه «أنتم‬
    ‫المسلحة كعياله ويهاجم المشير‬                                                                            ‫في الأبوة‪.‬‬
                                   ‫تقلتوا إيدكم عليَّ قوي‪ ،‬يتمتموني‬                             ‫«وأنا لما جيت من الغيب‬
   ‫طنطاوي بكل ما أوتي من قوة‪.‬‬     ‫وفقرتوني ومشتوني على كعوبي‬
              ‫«ممنوع من السفر‬                                                                         ‫العدل كان كيفي‬
                 ‫ممنوع من الغنا‬        ‫وحبستوني وشردتوني وما‬                                        ‫والحق كان مطمعي‬
               ‫ممنوع من الكلام‬          ‫شتكتش ولا اتكلمت‪ ،‬وقلت‬                                      ‫والحب كان سيفي‬
                                      ‫بيحملوا عليَّ محبة‪ ،‬وأنا را ٍض‬                                 ‫دقيت على الأبواب‬
             ‫ممنوع من الاشتياق‬     ‫بالوصال ودا من العشم‪ ،‬بس دا‬                                     ‫لاقيتني في السرداب‬
             ‫ممنوع من الاستياء‬       ‫كتير ج ًّدا‪ ،‬هو مفيش غير (‪)...‬‬
                                    ‫أمي في البلد؟»! ليحكم بعدها له‬                                     ‫غابة من الأنياب‬
                                   ‫بالبراءة في إحدى المرات النادرة‪.‬‬                                   ‫مغروزة حواليا»‪.‬‬
                                  ‫هكذا ألمح الكتاب بذكاء إلى تفاوت‬                    ‫أكدت نوارة على توقعي بأنها كانت‬
                                                                                          ‫ملهمة عم نجم في كلمات تتري‬
                                                    ‫نوارة نجم‬                           ‫مسلسل حضرة المتهم أبي‪ ،‬فمثل‬
                                                                                        ‫هذه الكلمات لا يمكن أن تنبع إلا‬
                                                                                      ‫عبر قنوات شديدة الواقعية الرائقة‪،‬‬
                                                                                          ‫لا تتورع نوارة عن ذكر مثالب‬
                                                                                           ‫أبيها كما رأتها هي في الشعر‬
                                                                                          ‫أو على المستوى الإنساني‪ ،‬مما‬
                                                                                        ‫يجعل تقريظها لفضائله وأعماله‬
                                                                                          ‫التي تحبها تقري ًظا نزي ًها خاليًا‬
                                                                                          ‫من أي تحيز؛ فتذكر الكثير من‬
                                                                                         ‫المواقف التي فتح بها أبيها بابه‬
                                                                                           ‫للجميع؛ للفقراء والأغنياء على‬
                                                                                         ‫حد سواء‪ ،‬وتستدعي موق ًفا زار‬
                                                                                           ‫فيه ثري عربي عم نجم عقب‬
                                                                                      ‫إصابته بالجلطة‪ ،‬فرحب به ترحيبًا‬
                                                                                        ‫شدي ًدا وأهداه هدية قائ ًل «النبي‬
                                                                                           ‫قبل الهدية»‪ ،‬فأحب الرجل أن‬
                                                                                        ‫يرد الهدية فأهداه عمرة له ولأم‬
                                                                                          ‫زينب‪ ،‬وجعل يطمئن على سير‬
                                                                                      ‫الإجراءات حتى زاره في أحد الأيام‬
                                                                                        ‫وتطرقت الأحاديث بينهما لسيرة‬
                                                                                       ‫الحسين فسأله الرجل «إنت ليش‬
                                                                                       ‫بتحب الحسين كذا؟» لينهره نجم‬
                                                                                        ‫ويسمعه ما لا يحب معتب ًرا الأمر‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277