Page 245 - m
P. 245

‫‪243‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

     ‫الحصر‪ ،‬فتخلصت بذلك عند‬               ‫ضمن استقامة‬
  ‫تركيز المسارين من لعنة الاتباع‬       ‫مقسمة بين قاعدة‬
 ‫الأجوف لتحقق إقلا ًعا نوعيًّا أين‬   ‫وهرم‪ ،‬وأحيا ًنا تهدم‬
 ‫خلقت جمالية جديدة تتخلص من‬         ‫القاعدة فتظل سابحة‬
‫التقنية الصرفة فمزجت بذلك بين‬         ‫ضمن مسار لولبي‬
                                       ‫يجتمع ثم يتشتت‬
    ‫براعة التقنية وبراعة التشكيل‬      ‫ويتقارب ثم يتباعد‬
  ‫والهيكلة‪ ،‬وبراعة المعنى المبثوث‬   ‫وكأنها أجرام تتحرك‬
 ‫في علامات ورموز أثناء الممارسة‬
                                          ‫في فلك لا يقبل‬
    ‫وبعد انتهاء التجربة والاعلان‬     ‫الجمود ضمن حركة‬
  ‫عن اكتمالها‪ ،‬فحققت بذلك هد ًفا‬
  ‫نقل الوظيفة وجرها نحو مجال‬             ‫«سفر دائم عبر‬
                                      ‫الأشياء نحو قلب‬
      ‫الإبداع‪ ،‬وكشف عن ميزات‬          ‫العالم‪ ،‬لأن العالم‬
 ‫المستهلك المهمل إن اس ُتبدل بقدح‬     ‫حركة لا تنتهي»(‪)2‬‬

    ‫ملهم يطوعه الفنان لينتج ذاته‬           ‫على حد تعبير‬
 ‫وفكرته بالتوازي ومنتجه المادي‪.‬‬               ‫أدونيس‪.‬‬

     ‫وفي سياق آخر على غاية من‬              ‫هكذا تخلصت‬
     ‫الأهمية قد يجرنا الاعتقاد أن‬    ‫الفنانة فاطمة بلغيث‬
    ‫للغطاء الصوفي جاذبية ثقافية‬
     ‫حضارية تسافر بالقارئ إلى‬           ‫من سلطة التقليد‬
  ‫موروث تقليدي ضارب في القدم‬             ‫وسطوة الطابع‬
 ‫لا يزال يتراكم في الذهن البشري‬         ‫المقفل‪ ،‬وأسست‬
  ‫على هيئة ومضات وصور برقية‬         ‫منهجها الخاص على‬
‫تبعث في عين الرائي حالة وجدانية‬      ‫ركيزتين أساسيتين‬
 ‫خاصة كما تبعث في ذهنه شواهد‬            ‫أولها دحض كل‬
  ‫على عصر آفل يفترض له أنماط‬         ‫مستهلك واستبداله‬
   ‫التعايش داخله وطرائق مجاراة‬        ‫بمعطى يجدد ذاته‬
     ‫المعيشي والتي من بينها تلك‬      ‫باستمرار كل لحظة‬
      ‫التفصيلة والجزئية الضئيلة‬          ‫إنشاء تشكيلي‪،‬‬
 ‫المرتبطة بغطاء الصوف المصنوع‬       ‫وثانيها طرح أسلوب‬
 ‫بأيا ٍد حاكت ببراعة عفوية تلقائية‬  ‫تشكيلي ضمن ميدان‬
‫لا تحمل غاية إبداعية بقدر ما هي‬      ‫النسيج الفني يفتح‬
‫تعاند الطبيعة وتحصن النفس من‬             ‫أفق التعامل مع‬
   ‫فواعلها‪ ،‬فبدت الحياكة بسيطة‬        ‫المنسوجة على أنها‬
  ‫وتلك البساطة في عرض المنتوج‬       ‫لوحة تجريدية تحمل‬
     ‫الوظيفي على هيئته جعل من‬       ‫مقولات جديدة تعبر‬
 ‫الفنانة فاطمة بلغيث تراه مختل ًفا‬    ‫عن كتابة تشكيلية‬
 ‫شك ًل وهيكلة وفكرة فأخذت من‬           ‫مخصوصة للذات‬
‫هيكله مساحة ولوحة ومن طريقة‬           ‫الفنية ضمن مسار‬
‫حياكته أسلو ًبا وتقنية ومن هويته‬         ‫مفتوح لا يقبل‬
   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249   250