Page 250 - m
P. 250

‫العـدد ‪56‬‬           ‫‪248‬‬

‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬    ‫من صعوبات التحكم فيه‪ ،‬فتتقن‬
                ‫القيام بذلك وتستدعي مختلف‬

             ‫الأشكال الهندسية كالمربع والمثلث‬
                 ‫والمستطيل لوظائفها الجمالية‬
                   ‫والترميزية وفق ما تقتضي‬

               ‫الحبكة التشكيلية‪ .‬ترسم صو ًرا‬
                 ‫لطوابير من الناس المترقبة أو‬

             ‫المتحلقة حول حواف دائرية تما ًما‪،‬‬
              ‫مثل التحلق حول الموائد في ترقب‬

                        ‫وجبة ساخنة مؤجلة‪.‬‬
              ‫وتستدعي رسما مبسطا للحقيبة‬

                  ‫وللطائرة في رحلتها الأخيرة‬
              ‫وراكبها الأخير‪ ..‬تعمل على صلب‬

                 ‫أشخاص أو تعليق آخرين من‬
               ‫رقابهم بالحبال في إشارات دالة‬
             ‫على العقاب أو على الفداء‪ ،‬فتصدر‬
               ‫الأصوات طالعة من توهمنا من‬
             ‫خلال الخطوط المفعمة بالتعبيرية‪.‬‬

                 ‫وتستدعي صورة وجه آدمي‬
               ‫عبوس بعيون غائرة تتعمد ترك‬

                  ‫الصبغات اللونية تتحدر مثل‬
                ‫الدموع على الأجفان أو التعرق‬
             ‫لوجه شاحب‪ ،‬أو يد طالعة لغريق‬
                ‫يطلب الانتشال من نهايته التي‬
             ‫أصبحت وشيكة‪ ،‬وتلك الشخوص‬
               ‫المستعار شكلها من عالم الحيرة‬

                            ‫والسؤال المستفز‪.‬‬
                 ‫دلال صماري لا تكلف نفسها‬

                   ‫الإغراق في تفاصيل الألوان‬
              ‫وتكدساتها‪ ،‬ولا الكثافات الخطية‬

                ‫التي قد تولد ارتباكات بصرية‬
                    ‫مرفوضة‪ ..‬بل إنها تتلطف‬

                ‫بعيون المتلقي وتحاول صياغة‬
             ‫صورة مبسطة في سهولة ممتنعة‬

                   ‫وممتعة‪ ،‬وليس من غاياتها‬
                   ‫المراهنة فقط على الجماليات‬
                ‫البصرية‪ ،‬بل عملها يركز كثي ًرا‬
                   ‫على جماليات المعنى بأبعاده‬
                  ‫المعرفية والفلسفية من خلال‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255