Page 248 - m
P. 248

‫مقصود يراد منه خلق حوارية‬                    ‫العـدد ‪56‬‬                ‫‪246‬‬
  ‫فعالة بين العناصر والمحتويات‬
‫الخطية الماثلة‪ ،‬في تحلق مضاميني‬                     ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬    ‫وللخامات‪ ،‬فتجعل من اللاقطات‬
                                                                       ‫الهوائية فكرتها الأساسية‬
      ‫لا يقبل التفكيك أو التجزئة‬    ‫دلال صماري‬                         ‫ومادتها التي تشتغل عليها‬
       ‫والاستغناء كوحدة جامعة‬
  ‫للمعنى‪ ،‬وربما كانت تتجه نحو‬                                     ‫برغم صعوبة العمل على الحامل‬
      ‫المزيد من المشهدية الأصلية‬                                                        ‫المعدني‪.‬‬
 ‫لولا الزامات العرض في الأروقة‬
                                                                    ‫وتبقى دلال صماري متمسكة‬
                     ‫الحكومية‪.‬‬                                    ‫بالفكرة ومؤمنة بها ووفية لها‪،‬‬
   ‫واختيار موقع الرواق أي ًضا لم‬
    ‫يكن عبثيًّا‪ ،‬فهو امتداد لتفكير‬                                  ‫ولمثل هذا النوع من الاشتغال‬
‫معمق يراد من خلاله أن يستدرج‬                                         ‫الذي عودتنا عليه‪ ،‬فهو يعيد‬
  ‫‪-‬بشكل تلقائي‪ -‬عموم النازلين‬                                   ‫الاعتبار إلى الأشياء المتلفة‪ ،‬فتبحث‬
‫إلى السوق الشعبية المحاذية‪ ،‬حيث‬                                 ‫عن ذاكرتها وجوهرها ومكنونها‪.‬‬
‫حركة المارة تتقاطع مع هذا الوافد‬                                   ‫تقول دلال صماري‪ :‬إن الشيء‬
  ‫الجمالي الذي لا ينتبه له‪ ،‬ويراد‬                                   ‫لم يخلق ليعيش حياة واحدة‪،‬‬
                                                                ‫الأشياء لها حياة ومهمات وبالتالي‬
                  ‫بذلك الانتباه‪.‬‬                                ‫ذاكرة‪ ،‬إنها تموت مثل البشر وفي‬
                                                                 ‫موتها تكمن العلل‪ ..‬فموتها بداية‬
                                                                ‫حياة ووجود‪ .‬فبالنسبة لها أخذها‬
                                                                      ‫من حيِّزها المكاني والزماني‬
                                                                   ‫ليكون لها حياة جديدة ومهمة‬
                                                                 ‫أخرى وذاكرة أخرى‪ ..‬كما تقول‪.‬‬
                                                                 ‫اكتفت دلال صماري بالقديم من‬
                                                                  ‫لاقطات هوائية اكتملت مهماتها‬
                                                                 ‫ووظائفها واختفت تردداتها‪ ،‬ولم‬
                                                                   ‫يكن اقتناؤها من سوق الخردة‬
                                                                ‫اعتبا ًطا بل بدافع موجه ومقصود‬
                                                                ‫لتعزيز أفكارها وتضمين منجزها‬
                                                                  ‫جانبًا من تأثيرات البيئة والتلف‬
                                                                       ‫الحاصل بها بسبب عوامل‬

                                                                                        ‫التصدأ‪.‬‬
                                                                    ‫تسجل على مساحاتها المهترئة‬

                                                                      ‫قراءاتها وتنبؤاتها‪ ،‬وترسل‬
                                                                  ‫رسائلها المشفرة بجمالية وحبك‬
                                                                   ‫ذكي وإشارية عالية المعنى‪ ..‬في‬

                                                                    ‫عرضها الذي يتضمن خمسة‬
                                                                     ‫عشر عم ًل يقارب في طريقة‬
                                                                     ‫تقديمه التنصيبات المعاصرة‬
                                                                    ‫بحضور وظيفي مستعار من‬
                                                                     ‫الوظائف الأصلية للهوائيات‬

                                                                       ‫المقعرة‪ ،‬وتعرض في تقابل‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253