Page 246 - m
P. 246
منطق اختزال الصورة في الفكرة العـدد 56 244
المباشرة والمعلنة وترحل به حيث
أغسطس ٢٠٢3 التاريخية والحضارية مجال بحث
الأفكار في تعددها. لتلبسه بروح الفكرة ،وأضافت
تجربة فنية حركت خلالها الفنانة لتتوج بحثها بتجارب مرئية لمسة الإبداع خاصتها المرفقة
بلغيث غاية الفن وهدفه ،إذ غايته محسوسة وملموسة تفتح عين بشغف التجديد ورغبة الانتقال
وكما خلُص إليها الفيلسوف هيقل الناظر ل ُيبحر في عوالم القراءات من نسخ النسخة إلى إنشاء
أين تستمع إلى موافق فنية تراوح البدائل.
هي «إيقاظ النفس ،ذلك هو بين التقييم العاطفي ،والانطباعي، هي تجربة أراها وجدانية تغازل
الهدف النهائي للفن ،وذلك هو بواطنها وكأنها تستنطق حكاية
المفعول الذي يفترض فيه أن والمبني على مؤشرات شكلية
يسعى إلى الوصول إليه ،وذلك ولونية تعاضدها شبكة مفاهيمية بداخلها وتنبش مناطق تتوارى في
هو ما يتوجب علينا أن نهتم محملة بمعنى وفكرة ومنها تتوالد دخيلاء النفس مصدرها موروث
به في المقام الأول»( )3ولعل من يختزل الزمان والمكان ،وتجلبها
علامات إيقاظ النفس في تجربة الأفكار لتفتح أف ًقا جدي ًدا ُيغري إلى حلبة صراع تقني طوعت فيه
بالسفر مجد ًدا إلى عوالم الخيط وببراعة اختيارات مادية مدروسة،
الفنانة تسلحها ببراعة التقنية، والمنسوجة وحركة اليد المتحررة
وتفطنها لإغراء المادة ،وتطويعها من أطر تضبط مجال تحركها،
للموروث ال َق ْب ِل الكامن في دواخل كما تستدرج الناظر إلى تجاوز
الذات ،وقدرتها على الخروج من
لحظة الكمون إلى لحظات الانعتاق
حيث التجريب ومعاودة التجريب،
وتتبع لحظات الإنشاء التشكيلي
المسكونة بأفكار لا شبي ًها لها،
وانفعالات قوية تجعل من مخيلة
الفنان والقارئ على حد السواء
منفلتة من أنماط الاتباع
المصادر:
أدونيس ،الصوفية والسوريالية
ص ،177دار الساقي ،بيروت ط.1
.1992
أدونيس ،الصوفية والسوريالية
ص ،206دار الساقي ،بيروت
ط.1992 .1
هيقل :مدخل إلى علم الجمال
ترجمة جورج طربيشي ،دار
الطليعة ،بيروت ط1988 /2
ص 50 -45بتصرف.