Page 75 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 75
73 إبداع ومبدعون
قصــة
المسامير والصواميل والزنبركات.
العمدة الآن يبتسم ابتسامة فلسفية ،عقب تخلصه
من الصخب وعودته إلى بيته لينام!
حين وضعت رأسي لم يغرقني النوم ،فكرت في
الفئران والسحالي والخنافس والصراصير التي
تسير حائرة بعد أن فقدت المأوى .وفكرت في آلتنا
التي تبيت حزينة في الغربة ،وتبحث عنا لنعفر
أيدينا وملابسنا.
راح طوبه وأمشير وهلّت روائح الصيف ،ولم أجرؤ
على ولوج المكان .ذات أصيل هبّت عليَّ الرائحة
وسحبتني عندما ذكرت أمي مساوئ الداهية
الراحلة ،فاقتربت من البقعة التي كانت تغطيها
لألعب.
رغم أنها كانت مملوءة بالأولاد والصراخ،
فإنني اصطدمت ت ًّوا بالابتسامة الملصقة التي
لا تتحرك ،وبالحزن الذي يجري مع الاستكبار
في عيني السائق ،زجرني الجنديان
والعمدة المخنوق ،وتمزق قلبي من
أجل العصفور وشبيهة الباخرة ،ثم
أفسحت المكان مرغ ًما كي تغادر.