Page 77 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 77

‫‪75‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

‫لأن تصل إلى سريرك‪ ،‬دع كل الأشياء مطرحها‪ ،‬ما‬       ‫عليه من سفرها البعيد‪ ،‬قاطعة أزما ًنا وأماكن راغبة‬
 ‫الذي سيجري‪ ،‬حتى الباب دعه موار ًبا‪ ،‬فربما جاء‬                                 ‫في الونس والرفقة‪.‬‬
 ‫أحد الأصدقاء فيجد الأشياء في انتظاره‪ ،‬لا تخش‬
 ‫شيئًا‪ ،‬الأرواح تعرف أماكنها حتى وإن خاصمتك‬           ‫أوووف‪ ،‬يجب أن تكون حري ًصا أكثر من هذا‪،‬‬
‫هذه الليلة‪ ،‬دع الباب مفتو ًحا يا أخي‪ ،‬حتى لو دخل‬       ‫ما طعم الجبنة الآن وقد غرقت في الجعة التي‬
‫لص‪ ،‬ما الذي سيسرقه من عندك‪ ،‬كتب! اللصوص‬           ‫اندلقت عليها‪ ،‬جرب‪ ،‬ذق‪ ،‬ربما أقرب لحلمة الحبيبة‬
  ‫لا يسرقون الكتب يا سيدي‪ ،‬لن يجد نقو ًدا مهما‬    ‫النافرة في كتانها وقد زاد التصاقه‪ ،‬ليجعها مشرعة‬
                                                  ‫لشفتيك النهمتين‪ ،‬ذق‪ ،‬أليس من الأفضل أن تغرق‬
    ‫بحث‪ ،‬فقد تكفلت بهم العاهرة في الشارع‪ ،‬إذن‬       ‫نهديها بالجعة وتأخذ في لحسهما على مهل؛ لكن‬
   ‫فليجلس ويرتاح قلي ًل‪ ،‬يأكل ما يتيسر له‪ ،‬ربما‬       ‫خبرني وقتها كيف ستفرق بين الطعمين‪ .‬طعم‬
   ‫يصالح الفاكهة الحزينة في الثلاجة‪ ،‬وربما يفتح‬   ‫الحلمة وطعم البيرة يا أخي‪ ،‬ألست معي؟ أم دارت‬
‫زجاجة أو اثنتين‪ ،‬أثناء شربه سيقترب من سريرك‬
   ‫ويحكي لك عن حبيبته التي‬                                        ‫رأسك‪ ،‬الليل لا يزال في أوله‪ ،‬ولم‬
  ‫يحلم بها‪ ،‬تنزل النهر‬                                              ‫يتوافد الأصدقاء بعد والأرواح‪.‬‬
 ‫أمامه بثوبها الكتاني‪،‬‬                                                ‫أسند طولك وتساند وتمشى‬
 ‫وتغني له‪ :‬حبيبي‬
   ‫تعا َل وانظر‬                                                   ‫حتى النهر لتنظر إليها‪ ،‬حتى وإن‬
                                                              ‫كنت تعرف أنها لن تذهب ولن ترتدي‬
       ‫إل َّي‪..‬‬
                                                                ‫كتانها‪ ،‬أو تنزل الماء‪ ،‬يا أخي تمشى‬
                                                               ‫وتخيل‪ ،‬ما ضرك في ذلك‪ ،‬هل تقرب‬

                                                                 ‫البيرة الأشياء أم تبعدها‪ ،‬أم تراها‬
                                                                  ‫تكشفها‪ ،‬هكذا يا صاحبي‪ ،‬أعددت‬

                                                                         ‫كل شيء وجلست تنتظر‪،‬‬
                                                                              ‫لكن قل لي‪ ،‬هل قمت‬
                                                                              ‫بدعوتهم؟ لا تحاجج‬
                                                                                  ‫وتقل إن الرواح‬
                                                                                  ‫لا تحتاج لدعوة‬
                                                                                ‫مسبقة‪ ،‬حتى وإن‬
                                                                                ‫كان هذا صحي ًحا‪،‬‬
                                                                             ‫فالأصدقاء على الأقل‬
                                                                              ‫يتلككون‪ ،‬سيقولون‬
                                                                                ‫لك‪ :‬لم تدعنا‪ ..‬من‬
                                                                             ‫أين نعرف أنك متعب‬
                                                                                  ‫وروحك خائرة‪.‬‬
                                                                             ‫شربت الآن ما يكفي‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82