Page 82 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 82

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪80‬‬

                                                         ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

                        ‫المناسب أن أمها فلسطينية‪.‬‬                                ‫ر َّدت أحلام بسرعة بديهة‪:‬‬
                                                                                ‫‪« -‬إسطنبول مجرد بداية»‪.‬‬
 ‫(الخفافيش تستخدم أو ارق الشجر مثل‬                             ‫امتنعنا عن الإدلاء بالمزيد من المعلومات حتى لا‬
       ‫الم اريا لاصطياد الفريسة)‬                             ‫ننكشف‪ .‬أحلام تقاربني في الطول خصو ًصا أثناء‬
                                                              ‫الجلوس‪ .‬كانت ترتدي حجا ًبا بسي ًطا لا يتناقض‬
       ‫فتح أمامنا كتالو ًجا مص َّو ًرا‪ .‬منتجعات في بالي‬      ‫مع فستان السواريه العصري‪ .‬جسمها مع تكرار‬
‫وتايلاند‪ ،‬ومزارع الشاي في سيرلانكا‪ ،‬وغابات ماطرة‬         ‫الإنجاب‪ ،‬والطلاق مرتين‪ ،‬مال إلى البدانة‪ ،‬لكنه لم يفقد‬
                                                          ‫قدرته على الإثارة‪ .‬لديها ذلك الأنف الطويل الفضولي‬
   ‫في كينيا‪ .‬قال‪ :‬شركتنا تذهب إلى كل هذه المنتجعات‬          ‫مع نظرة حذرة‪ ،‬ورثتها ‪-‬حسب كلامها‪ -‬عن أمها‬
        ‫بالتعاون مع شركة أمريكية مشهورة اسمها‬             ‫المصرية‪ ،‬أما جبينها العريض فمن والدها الفلسطيني‪.‬‬

     ‫«إنترفال»‪ ،‬لتبادل الإجازات‪ .‬أكثر من ألفي فندق‬                                                 ‫قالت‪:‬‬
‫ومنتجع حول العالم‪ .‬كل ما علينا فقط تحديد الأسابيع‬        ‫‪« -‬بعد إذنك يا أستاذ هاني‪ ..‬ياريت ندخل في تفاصيل‬

    ‫والأماكن التي نرغب في السفر إليها‪ .‬عل ًما بأننا لن‬                                         ‫العرض”‪.‬‬
‫نستطيع الانضمام إلى عضوية «إنترفال» إلا من خلال‬          ‫ابتسم هاني بطريقته الريفية فبرز خداه الممتلئان أكثر‪.‬‬
                                                          ‫‪« -‬على فكرة معظم عملائنا من الأطباء والمهندسين»‪.‬‬
                              ‫التعاقد مع «بلوتو»‪.‬‬         ‫يبلغنا –بطريقته‪ -‬أنهم لا يتعاملون إلا مع شخصيات‬
         ‫‪« -‬يعني «بلوتو» وسيط إقليمي لـ»إنترفال»‬
                                                                                            ‫محترمة مثلنا!‬
                                    ‫الأمريكية؟!»‪.‬‬
  ‫تحفظ هاني على استنتاجي وأوضح أننا سنستمتع‬               ‫(ُتشِّتت الذئاب الفريسة إلى أن تعزلها‬
                                                                      ‫عن القطيع)‬
    ‫بخدمات الشركتين مقابل شراء ما أسماه «الصك‬
                                      ‫العقاري»‪.‬‬                ‫اقترب شاب هندي في ملابس المهراجا بالعمامة‬
                                                             ‫الكبيرة ذات اللونين الأخضر والأحمر‪ ،‬على عباءة‬
                                   ‫تدخلت أحلام‪:‬‬              ‫بيضاء مشدودة بحزام أحمر‪ .‬وضع أمامي قهوة‬
                    ‫‪« -‬مش دا نظام التايم شير؟”‪.‬‬             ‫فرنسية‪ .‬اكتفت أحلام بكوب ماء وشاي أخضر‪ .‬لم‬
    ‫‪« -‬لا‪ ..‬نظامنا أفضل ويتلافى عيوب التايم شير”‪.‬‬        ‫أنتبه إلى أنني شربت قهوتي سري ًعا بسبب تركيزي في‬

 ‫(المخالب الطويلة المعقوفة تساعد في‬                                   ‫التفاصيل التي اندمج هاني في شرحها‪.‬‬
   ‫الإمساك بالفريسة والإجهاز عليها)‬                          ‫حدثنا عن حلم السفر إلى ‪ 85‬دولة‪ .‬أجري حسبة‬
                                                           ‫سريعة لتكاليف سفر شخصين إلى أي بلد‪ .‬متوسط‬
‫فتح أمامنا خريط ًة هندسية لأحد المنتجعات وقال‪ :‬هذا‬         ‫التذكرة ‪ 1200‬دولار‪ ،‬والإقامة مثلها‪ ،‬لخمسة ليال‪.‬‬
‫الشاليه في منتجع شرم الشيخ‪ ،‬شراء أسبوع فيه يتيح‬             ‫ثم عرض علينا حسبة مختلفة أجراها على الموبايل‪،‬‬
                                                          ‫تجعلنا نسافر نفس المدة بمبلغ ‪ 140‬دولا ًرا فقط‪ ،‬مع‬
    ‫لكم أسبو ًعا مجانيًّا في منتجعنا الآخر في الغردقة‪.‬‬     ‫تو ُّفر مطبخ خاص‪ ،‬وخصم ‪ %25‬من سعر التذاكر‪،‬‬
     ‫وتزيد عدد الأسابيع حسب مساحة الشاليه الذي‬            ‫إضاف ًة إلى ضمان السفر بهذه الشروط المي َّسرة‪ ،‬مدى‬

                                      ‫تشترونه‪.‬‬                                                    ‫الحياة‪.‬‬
                                         ‫سألته‪:‬‬                                            ‫قاطعته أحلام‪:‬‬
                                                                       ‫‪« -‬العرض رائع فع ًل‪ ..‬كيف يعني؟”‪.‬‬
     ‫‪« -‬هنشتري أسابيع ولا مبنى الشاليه نفسه؟”‪.‬‬              ‫خبطتها خبطة خفيفة بركبتي‪ .‬كن ُت قل ًقا أن تخونها‬
 ‫‪« -‬مش بالضبط‪ ..‬المبنى موجود وتستطيع أن تقضي‬                  ‫لهجتها المصرية‪ ،‬فاستعددت أن أخبره في الوقت‬
‫فيه الأسابيع الخاصة بك في أي وقت‪ ..‬أو تستبدلها في‬
‫أي دولة في العالم‪ ..‬وتقدر تر َّحل الأسابيع الخاصة بك‬
 ‫للعام المقبل أو تمنحها هدية لأي شخص عزيز عليك‪..‬‬

       ‫أو تأجرها وتحصل على مكاسب مالية كبيرة»‪.‬‬
    ‫كلما حاولنا أن نفهم الموضوع‪ ،‬ج َّرنا إلى تعقيدات‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87