Page 85 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 85

‫‪83‬‬      ‫إبداع ومبدعون‬

        ‫قصــة‬

 ‫لاستلام الهدايا ‪-‬كما وعدنا‪ -‬حتى لو رفضنا‪ .‬كان‬               ‫تلقائيًّا أعطيته أي ًضا الكارت الخاص بي‪ .‬لو كان‬
  ‫من الواضح من علامتي الصح الزرقاوين‪ ،‬أنه قرأ‬             ‫صاد ًقا‪ ،‬وعرض الـ ‪ VIP‬لمدة يوم فقط‪ ،‬فلماذا م َّدده‬
                                                          ‫فجأة ثلاثة أيام أخرى؟ وإذا كانت الهدايا من حقنا‬
                               ‫الرسالة ولم يرد!‬
‫اتصلت على أحلام وأخبرتها أن هاني الحقير لم يرد‬              ‫في حال القبول أو الرفض‪ ،‬لماذا أجلها واعتذر عن‬
                                                                                              ‫تسليمها؟‬
    ‫عليَّ‪ ،‬وتن َّصل من الهدايا التي وعدنا بها‪ ،‬فقالت‪:‬‬
             ‫‪« -‬قلبي كان حاسس‪ ..‬كبَّر دماغك”‪.‬‬             ‫كنا مرهقين بعد مفاوضات ثلاث ساعات‪ ،‬وبحاجة‬
                                                          ‫لاستنشاق هواء الليل في الخارج‪ .‬في المصعد‪ ،‬كانت‬
  ‫‪« -‬وسفرية إسطنبول والحرف الذهبي وكوبونات‬               ‫أحلام منفعلة‪« :‬قلت لك‪ .‬شركة نصابة» أما أنا فكن ُت‬
                                   ‫ليلة العمر!»‪.‬‬           ‫تحت تأثير الاقتناع بكلامهم‪« :‬خلينا نفكر بطريقة‬
                                                         ‫مختلفة‪ .‬كل المطلوب أقل من ألفين وخمسمائة دولار‬
                       ‫‪« -‬دول مش لنا يا خيي”‪.‬‬
  ‫بعدما أغلقت مع أحلام وجدت اتصا ًل من «هانيا»‪،‬‬             ‫مقابل السفر حول العالم مدى الحياة‪ ..‬بالتالي لن‬
 ‫حدثتني بطريقتها اللطيفة كأنها تر ِّتب لموعد غرامي‪،‬‬                                       ‫نخسر شيئًا”‪.‬‬
 ‫بأن الأستاذ هاني طلب منها التواصل معي‪ .‬ادعي ُت‬
‫أن عمي مسؤول كبير في أمن الدولة في مصر وأنني‬               ‫قالت مته ِّكمة‪« :‬انت عبيط يا ابني‪ ..‬فكر في الشرط‬
‫أخبرته اليوم بالقصة فطلب مني كل الأوراق المتعلِّقة‬     ‫الجزائي؟ الأجواء كلها مريبة‪ .‬ما تخلهومش يسيطروا‬
‫بالشركة‪ .‬رد ْت بلغة مرتبكة وجافة‪« :‬ممنوع يا أفندم‬
  ‫إطلاع أي عميل على أوراق الشركة إلا أثناء توقيع‬                            ‫على دماغك فتفكر بطريقتهم»‪.‬‬
                                                            ‫أوصل ُت أحلام إلى بيتها وأكملت طريقي‪ .‬الساعة‬
               ‫العقد‪ .‬وعمو ًما تشرفت بحضرتك»‪.‬‬           ‫تجاوزت الواحدة صبا ًحا والشوارع شبه خالية‪ .‬لماذا‬
                                                       ‫أص َّرت هانيا في المكالمة أن أصطحب المدام؟ العرض كله‬
 ‫(القدر لا يتعاطف مع الفريسة‪ .‬النجاة‬                      ‫لعبة‪ ..‬حيل ووعود‪ ..‬فإذا كان الزوج بخي ًل وحذ ًرا‪،‬‬
              ‫مسألة حظ)‬                                   ‫ستكون الزوجة انفعالية‪ ،‬يدفعها الطمع والرغبة في‬
                                                            ‫السفر للضغط عليه‪ ..‬والعكس صحيح‪ .‬فأنا الذي‬
   ‫لم أخبر أحلام بما دار في مكالمة هانيا‪ ،‬ولا شكوكي‬     ‫خضعت لتأثير العرض الب َّراق وأحلام تحفظت‪ .‬غالبًا‬
‫أنها هي نفسها «هاني» وقد احتال عليَّ بصوت نسائي‪.‬‬          ‫أحد الزوجين سيدفع في اتجاه الموافقة تحت ضغط‬
‫ولم نلتق بعد هذه الليلة العجيبة‪ .‬كانت قد سافرت إلى‬
 ‫إسطنبول لقضاء إجازتها السنوية مع بناتها‪ .‬للأسف‬                    ‫اللعبة التي نسجها حولنا هؤلاء الأوغاد‪.‬‬

  ‫فشل ُت في إقناعها بأن نتزوج ونسافر م ًعا‪ .‬قالت إنها‬    ‫(تنجح بعض الحيوانات الصغيرة في‬
    ‫لا تحب إفساد الصداقة بالزواج‪ .‬أثناء جلوسي في‬       ‫إيهام الكبيرة أنها خطيرة وصعبة المنال)‬
     ‫الشركة ومراجعة الحسابات نيابة عنها‪ ،‬وصلني‬
                                                       ‫في البيت وضعت «اللاب توب» في حجري على السرير‪،‬‬
 ‫الخبر المشؤوم‪ .‬أحلام لقيت مصرعها في حادث سير‬          ‫بحثًا عن صفحات «بلوتو» و»إنترفال»‪ ..‬بالتأكيد لديهم‬
   ‫في منطقة اسمها «باشاكشهير»‪ .‬بينما تركت بناتها‬
  ‫الثلاث‪ :‬هند وهبة وهالة‪ ،‬وحدهن ينتظرنها في فندق‬          ‫عملاء عبروا عن رأيهم في خدماتهم على الفيسبوك‬
                                                                                               ‫وتويتر‪.‬‬
‫«موي»‪ .‬ثم علم ُت لاح ًقا أن حضانة هند آلت إلى طليقها‬
               ‫الأول‪ ،‬وهبة وهالة إلى طليقها الثاني‪.‬‬     ‫لا شيء سوى تعليق لمواطن سعودي يتهم «إنترفال»‬
                                                         ‫بالنصب والاحتيال‪ .‬صفحة «بلوتو» على الفيسبوك‪،‬‬
‫الأبيض‬  ‫لونه من‬  ‫سرطان البحر‬  ‫(يغِّير‬
        ‫بسهولة)‬  ‫إلى الأصفر‬                                                            ‫كانت غير نشطة‪.‬‬
                                                         ‫في الصباح ر َّتبت كلمات قليلة أرسلتها إلى هاني على‬

                                                           ‫الواتساب‪“ :‬شك ًرا على الدعوة‪ ..‬ونعتذر عن قبول‬
                                                                                              ‫العرض»‪.‬‬

                                                            ‫لو كان صاد ًقا فسيتف َّهم ويعرض علينا أن نذهب‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90