Page 104 - علم الأوبئة
P. 104
ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ
ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻤﻌﺪل أﻋﲆ ﻛﺜي ًرا ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ﻳﻔﻮق ﻣﺎ ﻟﺪى اﻷوﱃ ،ﻏير أن إﺣﺪى
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺲ ﻋﺎدات اﻟﺘﺪﺧين ﻟﺪى ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ المﻤﻜﻦ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺎدرة ﻋﲆ
اﻛﺘﺸﺎف أي ﻓﺎرق ﰲ ﺧﻄﺮ ﴎﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ المﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧين ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ .وﺣﺪﻫﺎ
المﻘﺎرﻧﺔ ﺑين المﻨﻄﻘﺘين ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ أن اﻟﺘﺪﺧين ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺤﺪد
ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى المﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ )المﻨﻄﻘﺔ( ﻓﺤﺴﺐ .إن
اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮد وﺣﺴﺐ رﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮد إﱃ »ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻓﺮدﻳﺔ« .ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ
ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ؛ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ المﺜﺎل ،اﻻرﺗﺒﺎﻃﺎت
ﺑين ﺗﺮﻛﻴﺰات ﻣﻠﻮﺛﺎت اﻟﻬﻮاء ﺧﻼل أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ وﻣﻌﺪﻻت دﺧﻮل المﺮﴇ المﺴﺘﺸﻔﻴﺎت
ﻟﻠﻌﻼج ﻣﻦ أﻣﺮاض ﺗﻨﻔﺴﻴﺔ ﺧﻼل اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
اﻟﺪراﺳﺎت المﺴﺘﻌ َﺮﺿﺔ
ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺎت ﻣﺴﺤﻴﱠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺗُﻄﺮح أﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ أو ﻳُﺠﺮى ﻓﺤﺺ ﻃﺒﻲ ،أو ﻛﻼﻫﻤﺎ .ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻳﺤﺪث ﰲ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮى ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﻋﻴﻨﺎت
ﻣﻌﱪة ﺑﺄن ﻧﻘﻮم ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ المﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ إﱃ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣين
ﻣﻌﺎﻳير رﺋﻴﺴﻴﺔ ،ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺠﻨﺲ ،واﻟﻌﻤﺮ ،وﻣﺤﻞ اﻹﻗﺎﻣﺔ ،ﺛﻢ اﺳﺘﺨﻼص ﻋﺪد
اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺘﺸﻤﻠﻬﻢ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﻣﻦ ﺑين ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ أو »ﻃﺒﻘﺔ« .إن
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺗﺸير ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ،
إﱃ ﻧﻘﻄﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ )ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻌين( ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ المﺪة اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻋﺪة أﻳﺎم أو
أﺳﺎﺑﻴﻊ .وﻣﻦ المﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻜﺮر اﻟﺪراﺳﺎت المﺴﺤﻴﺔ دورﻳٍّﺎ لمﺘﺎﺑﻌﺔ اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺼﺤﺔ .وﻫﻨﺎك
دراﺳﺔ ﻣﺴﺤﻴﺔ دورﻳﺔ ﻛﺒيرة ،وﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺔ المﺴﺤﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻔﺤﺺ اﻟﺼﺤﺔ
واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ .أﺟﺮﻳﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺔ ﻷول ﻣﺮة ﰲ اﻟﻔﱰة ﺑين ﻋﺎﻣﻲ ١٩٧٥–١٩٧١ﻋﲆ ﻋﻴﻨﺔ
ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻨﺘﻘﺎة ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت المﺘﺤﺪة ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣٠أﻟﻒ ﻓﺮد ،وﺷﻤﻠﺖ
إﺟﺮاء ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻧﺼﺐ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺬاﺋﻲ وإﺟﺮاء ﻓﺤﺺ ﻃﺒﻲ .وﺗﻜﺮرت
اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ ١٩٨٠–١٩٧٦وﰲ اﻟﻔﱰة ﺑين ﻋﺎﻣﻲ .١٩٩٨-١٩٩٧وﻣﻨﺬ ﻋﺎم
،١٩٩٩ﺗﺤﻮﻟﺖ إﱃ دراﺳﺔ ﻣﺴﺤﻴﺔ ﺗُﺠﺮى ﻣﺮة ﻛﻞ ﻋﺎﻣين ،وﺗﺸﻤﻞ ﻋﺪ ًدا ﻛﺒي ًرا وﻣﺘﺒﺎﻳﻨًﺎ
ﻣﻦ المﻘﺎﺑﻼت واﻟﻔﺤﻮص اﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﺻﻨﻮ ًﻓﺎ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎرات المﻌﻤﻠﻴﺔ.
ﻣﻊ أن اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﻔﺼﻴﲇ ﻟﺼﺤﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ وﻟﻠﺘﻐيرات اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮور اﻟﺰﻣﻦ
أﻣﺮ ﻣﻬﻢ ،ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت المﺴﺤﻴﺔ ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن أﻗﻞ ﻧﻔ ًﻌﺎ ﻛﺄدوات ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب
104

