Page 239 - merit
P. 239

‫‪237‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

   ‫يقول بالتلازم بين الديمقراطية‬              ‫حين ‪ 4‬دول لم ُتدرج بالأساس‬         ‫يقبع أكثر من ثلث سكان العالم‬
   ‫والنمو الاقتصادي الاجتماعي‪.‬‬               ‫ضمن المؤشر‪ ،‬وهي‪ :‬الصومال‪،‬‬              ‫‪ %37.1‬تحت حكم استبدادي‬
                                                                                  ‫تختلف شدته من بلد إلى آخر‪،‬‬
      ‫الآن تصنف الصين‪ ،‬حسب‬                     ‫وموريتانيا‪ ،‬وجيبوتي‪ ،‬وجزر‬
 ‫تقارير مؤشر الديمقراطية كدولة‬                    ‫القمر‪ .‬ولكن تجربة الصين‬         ‫بين ملكية مطلقة‪ ،‬وجمهوريات‬
  ‫“استبدادية”‪ ،‬بمعدل ديمقراطي‬                                                    ‫بانتخابات غير نزيهه‪ ،‬مع غياب‬
                                                ‫قد تترك بارقة أمام الشعوب‬
    ‫منخفض ج ًّدا ج ًّدا ‪،10 /2.21‬‬           ‫العربية‪ ،‬بإحداث تنمية اقتصادية‬           ‫واضح للتعددية السياسية‪.‬‬
     ‫بالوقت نفسه تحقق معدلات‬                 ‫دون ديمقراطية‪ ،‬إذا كان الحكام‬          ‫في المنتصف بين الديمقراطية‬
 ‫نمو مستمرة ومتصاعدة تتخطى‬                   ‫والشعوب يعتبرون الديمقراطية‬          ‫التامة والاستبداد التام‪ ،‬يعيش‬
 ‫أحيا ًنا ‪ %10‬سنو ًّيا‪ ،‬خلال العقود‬         ‫الغربية لا تصلح لهم‪ ،‬أو هم غير‬          ‫أكثر من نصف سكان العالم‬
 ‫الأخير‪ .‬ظاهرة النمو الاقتصادي‬              ‫مهيئين لها‪ ،‬ومن الأفضل التوجه‬       ‫‪ %56.5‬في ظل من الديمقراطيات‬
‫في الصين تتحدى الفكر السياسي‬                                                     ‫المعيبة أو الهجينة‪ ،‬إما أن تتحكم‬
      ‫والاقتصادي في تفسير هذه‬                                       ‫شر ًقا‪.‬‬          ‫فيها اللوبيات السياسية‪ ،‬أو‬
    ‫الظاهرة الحديثة‪ .‬نتحدث الآن‬                   ‫ظاهرة التنمية في الصين‬       ‫أحزاب بعينها تتناوب على السلطة‪،‬‬
   ‫عن أن عدد المليارديرات اللذين‬                 ‫محيرة‪ ،‬فهي خارج السياق‬          ‫كما هو في معظم الدول الغربية‪،‬‬
    ‫أنتجهم «النظام الاستبدادي»‪،‬‬                ‫الكلاسيكي للفكر الاقتصادي‪،‬‬          ‫وتمثل بالديمقراطيات المعيبة‪،‬‬
 ‫الصيني حسب توصيف التقرير‪،‬‬                       ‫تفكيك هذه الحيرة يكون في‬          ‫أو يتخللها أشكال مختلفة من‬
     ‫يفوق عدد ما تنتجه الولايات‬              ‫الجواب على سؤال‪« :‬كيف يمكن‬           ‫التشويه مثل التزوير والفساد‪،‬‬
‫المتحدة‪ ،‬متزعمة الفكر الاقتصادي‬                ‫إحداث التنمية بلا ديمقراطية‪،‬‬
      ‫الليبرالي‪ ،‬ونسبة النساء بين‬                ‫حسب المواصفات الغربية؟»‬                ‫بالديمقراطيات الهجينة‪.‬‬
   ‫المليارديرات الصينين أعلى منها‬                  ‫قبل ظهور معدلات النمو‬            ‫ترسم خريطة الديمقراطية‬
   ‫عند الأمريكان‪ .‬فهل يصلح هذا‬                 ‫غير المسبوقة للتنين الصيني‪،‬‬         ‫صورة حمراء غامقة للعالم‬
‫النموذج (الديمقراطي الاقتصادي)‬                ‫ومنافسته للولايات المتحدة على‬     ‫العربي‪ ،‬فمنطقة الشرق الأوسط‬
                                            ‫مرتبة الاقتصاد رقم واحد عالميًّا‪،‬‬       ‫وشمال أفريقيا تحتل المراتب‬
          ‫الصيني للعالم العربي؟‬                ‫كثاني أكبر اقتصاد في العالم‪،‬‬     ‫الدنيا والأخيرة‪ ،‬و‪ 17‬دولة عربية‬
                                            ‫كان الفكر الاقتصادي والسياسي‬             ‫ُصنفت بأنها استبدادية‪ ،‬في‬

     ‫نبذه عن الكاتب‪:‬‬

   ‫سليم إبراهيم الحسنية‪ ،‬أستاذ جامعي‬        ‫احتجاجات أنصار ترمب في أمريكا‬
 ‫متقاعد‪ ،‬حاصل على ماجستير ودكتوراة‬

      ‫في علوم الإدارة من فرنسا ‪،1990‬‬
    ‫بدرجة الشرف الأولى‪ .‬د َّرس في عدد‬
  ‫من الجامعات العربية العامة والخاصة‪،‬‬
   ‫شغل عدة مناصب إدارية واستشارية‬
‫وأكاديمية‪ ،‬منها عميد المعهد العالي للتنمية‬
      ‫الإدارية‪ ،‬في جامعة دمشق‪ ،‬وأس َس‬
 ‫ورأ َس قسم الريادة والإدارة بالإبداع في‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬ومؤخ ًرا كلف بعمادة كلية‬
   ‫الدراسات العليا في الأكاديمية العربية‬

                  ‫للأعمال الإلكترونية‪.‬‬
    ‫له ‪ 13‬مؤل ًفا‪ ،‬وأكثر من أربعين بحثًا‬
     ‫ومشاركة في مؤتمرات‪ ،‬وغيرها من‬
‫المحاضرات والمقالات والندوات والدورات‬

                             ‫التدريبية‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244