Page 240 - merit
P. 240
العـدد 44 238
أغسطس ٢٠٢2
القيمة المعنوية
لتراث وتاريخ
إيمان المجداوي
(المغرب) الحضارات ورهانات
الحماية الدولية..
التراث العربي نموذ ًجا
مشتركة بين جميع شعوب وأمم ليرسخ بأن لهذه الموروتاث الثقافية توطئة لا حضارة
العالم. قيمة إنسانية عالمية واستثنائية
تنتمي للبشرية جمعاء ،بصرف ولا تاريخ لأمة بدون
وغالبًا ما يتَّفق الباحثون على أن تراث موروث ثقافي
التراث ينتمي إلى الزمن الماضي، النظر عن أماكن وجودها على ظهر طبيعي وعالمي ،ذلك
وأن التراث هو كل ما وصل إلينا البسيطة ،ولعل هذا ما يميز مدلول أن التراث هو ترواث
من الماضي القريب والبعيد ،وعلى موروثة عن الأسلاف من
هذا الأساس يعرف الجابري التراث المفهوم أو الاصطلاح اللغوي عادات وتقاليد ومعالم
بأنه «الجانب الفكري في الحضارة للتراث العالمي ،على اعتبار أنه ومواقع وآداب وعلوم
يشمل العالم بأسره ،وأن مواقع وفنون ،وهي تجسيد
العربيَّة الإسلاميَّة :العقيدة، التراث العالمي هي بمثابة ملكية لبنية اجتماعية وثقافية
الشريعة ،واللغة والأدب والفن، وحضارية واقتصادية عاشها
والكلام ،والفلسفة ،والتص ُّوف»، الأجداد والأسلاف في الماضي ،ولا
ويؤ ِّكد الجابري على خصوصيَّة هذا يمكن استبدال كل هاته الموروتاث
المفهوم في اللغة العربيَّة دون اللغات بأي شيء آخر ،فهي صلة وصل
وعلى جدتها في الحياة الثقافيَّة كما مادية ومعنوية تربط المعاصرين
يشير إلى شحنتها الوجدانيَّة بقوله بأسلافهم ،وهي حضارة الأمة
وشرفها وعراقتها ،لما تزخر به
إ َّن التراث هو الموروث الثقافي من تنوع وتعدد وتفرد في الوقت
والفكري والديني والأدبي والفني ذاته ،باعتبارها تحمل قي ًما إنسانية
عريقة امتدت من جيل لجيل.
وهو المضمون الذي تحمله هذه وقد ظهر مفهوم التراث العالمي
الكلمة داخل خطابنا العربي ملفوفا
في بطانيَّة وجدانيَّة أيديولوجيَّة لم
يكن حاض ًرا في خطاب أسلافنا