Page 235 - merit
P. 235

‫‪233‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

     ‫موضوعيًّا‪ ،‬أو إيجاد الأدوات‬           ‫إن المؤشرات الدولية‪ ،‬التي‬    ‫إلى الش ْعب‪ ،‬ويتمت ُع في ظله جميع‬
   ‫البديلة عنها‪ .‬من هذه المؤشرات‬       ‫ترسم لها الخرائط لتوضيحها‬             ‫المواطنين بالحرية والمساواة‬
                                     ‫وتبسيطها وتفسيرها‪ ،‬هي وثائق‬
    ‫“تقرير حالة الديمقراطية على‬         ‫يعتد بها على المستوى المعرفي‬     ‫والعدل وحق إِبداء الرأْي‪ .‬يوجد‬
               ‫المستوى العالمي”‪.‬‬     ‫والتحليل الاجتماعي والسياسي‪،‬‬            ‫عدة أشكال من الديمقراطية‬
                                       ‫وفي كثير من الحالات في اتخاذ‬
    ‫يعيش‪ ،‬الآن‪ ،‬على سطح الكرة‬        ‫القرارات السياسية والاجتماعية‪،‬‬      ‫تتوافق مع الاتجاهات السياسية‬
 ‫الأرضية ما يقرب من ‪ 8‬مليارات‬           ‫مثل السياسات السكانية التي‬      ‫للدولة مثل الديمقراطية الليبرالية‪،‬‬
                                      ‫تشجع على النسل في أوروبا‪ ،‬أو‬
       ‫شخص‪ ،‬في ظل مجموعات‬             ‫تنظيم النسل في الدول التي “ما‬            ‫والديمقراطية الاجتماعية‪،‬‬
   ‫متنوعة من الظروف السياسية‬         ‫تزال تنتظر النمو”‪ ،‬أو كما كانت‬            ‫والديمقراطية الاشتراكية‪.‬‬
                                        ‫السياسة السكانية في الصين‪،‬‬
        ‫والاقتصادية والاجتماعية‬        ‫الاكتفاء بولد واحد للأسرة‪ .‬إن‬      ‫خرائط ترسم النظم‬
   ‫والثقافية‪ ،‬وأي ًضا في ظل أنظمة‬       ‫كنا نشكك في هذه التقارير أو‬            ‫السياسية‬
  ‫حكم وأشكال من الديمقراطيات‬             ‫نرفضها‪ ،‬لأنها لم ُتف َّصل على‬
‫المختلفة‪ .‬يمكن قياس هذه الظروف‬          ‫مقاساتنا‪ ،‬فهي وثائق متداولة‬      ‫كما في خرائط الجغرافية‪ُ ،‬ترسم‬
  ‫في ميزان الديمقراطية على نطاق‬                                            ‫خرائط النظم السياسية لجميع‬
  ‫متدرج بين العلامة التامة (‪،)10‬‬         ‫عمليًّا على المستوى الإعلامي‬      ‫دول العالم‪ ،‬و ُتصنَّف بين دول‬
   ‫أي حرية تامة‪ ،‬وعلامة (‪ )0‬أو‬      ‫والإخباري والسياسي‪ ،‬و ُيستشهد‬
  ‫ما يقرب منه‪ ،‬أي انعدام الحرية‪،‬‬                                             ‫تتمتع شعوبها بالديمقراطية‬
   ‫بناء على مدى تقاربها مع القيم‬         ‫بها في الدراسات والتحليلات‬         ‫التامة ودول يخضع سكانها‬
  ‫والمعايير الديمقراطية‪ ،‬والمقصود‬      ‫والمقارنات الفكرية والسياسية‪.‬‬         ‫إلى الاستبداد التام؛ وتلونها‬
   ‫هنا الديمقراطية الليبرالية التي‬   ‫حتى لو كان البعض يشكك فيها‪،‬‬           ‫باللون الأخضر الغامق للدول‬
  ‫تؤكد على حكم الأغلبية النيابية‪،‬‬    ‫فإن درستها وفهم أهدافها وآلية‬        ‫الديمقراطية وبلون الدم القاني‬
  ‫والفصل بين السلطات‪ ،‬وحماية‬                                               ‫للدول الاستبدادية‪ ،‬وما بينهما‬
  ‫حقوق الأفراد والأقليات‪ ،‬وحرية‬          ‫إعدادها‪ ،‬يسهل عملية إجراء‬      ‫باللون الأصفر‪ ،‬يا ترى أين موقع‬
   ‫الرأي‪ ،‬ومبدأ المعارضة البناءة‪.‬‬      ‫مراجعة جدية لها‪ ،‬ونقدها نق ًدا‬   ‫الوطن العربي على هذه الخريطة‪،‬‬

‫مؤشر الديمقراطية العالمي‬                                                                  ‫وما هو لونه؟‬

‫يصدر المؤشر العالمي للديمقراطية‬     ‫محتجون يسيرون في شارع خلال مظاهرة احتجاجية ضد مشروع قانون تسليم‬
   ‫عن وحدة البحوث والتحليلات‬                        ‫المطلوبين في ‪ 9‬يونيو ‪ 2019‬في هونغ كونغ‬
       ‫والاستشارات الاقتصادية‬

‫البريطانية إيكونوميست إنتليجنس‬
     ‫يونيت ‪ EIU‬التابعة لمجموعة‬
       ‫إيكونوميست ‪Economist‬‬

  ‫الشهيرة‪ ،‬منذ عام ‪ ،2006‬تعمل‬
     ‫المجموعة في مجالات البحوث‬

 ‫والدراسات الاقتصادية منذ العام‬
            ‫‪ ،1946‬ومقرها لندن‪.‬‬

  ‫وف ًقا لتقرير مؤشر الديمقراطية‬
 ‫العالمي الأخير‪ ،‬لعام ‪ ،2021‬الذي‬
 ‫حولته منصة فيجول كابيتاليست‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240