Page 232 - merit
P. 232

‫العـدد ‪44‬‬                          ‫‪230‬‬

                                    ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

   ‫الأنظمة الدينية‪ ،‬فهي غير قابله‬       ‫تجليات اجتماعية‪ ،‬من طقوس‬             ‫الآخر‪ ،‬ووقتما نستطيع فعلينا‬
                     ‫لأي تطور‪.‬‬          ‫واحتفالات وغيرها‪ ،‬لكنه ليس‬        ‫أن ننفذه على الأرض مثلما فعلت‬
                                        ‫دولة‪ .‬إذا لم نتخلص من فكرة‬
   ‫الأمر الثاني أننا جربنا الإطاحة‬                                              ‫داعش وكما يريد الإخوان‪.‬‬
      ‫بالمستبدين‪ ،‬وكانت النتيجة‬            ‫أن الإسلام دولة وشريعة‬
                                     ‫وإمبراطورية‪ ،‬أظن أن أي إصلاح‬        ‫في أحاديثك ثمة تركيز على‬
   ‫هي ركوب الإسلاميين للشرق‬                                              ‫عوار الخطاب الديني الذي‬
  ‫الأوسط وتخريبة‪ ،‬ولذلك أنا مع‬           ‫ديني لن يحقق ما نتمناه من‬
‫الإصلاح التدريجي في إطار أنظمة‬                               ‫نجاح‪.‬‬         ‫نأخذ منه معظم إسلامنا‬
‫الحكم القائمة في مصر والإمارات‬                                           ‫اليوم‪ ،‬من الأحاديث وكتب‬
                                         ‫إلى أي مدى تقتنع أن‬
                          ‫مث ًل‪.‬‬       ‫القمع والخطاب الديني‬                ‫التفاسير‪ :‬هل تعتقد أنه‬
                                      ‫يغذيان بعضهما بع ًضا؟‬              ‫يمكن إصلاح هذا الخطاب‬
  ‫هناك تقارير تتحدث عن‬                 ‫وإن نظرت إلى التزاوج‬
   ‫أن الجماعات الإرهابية‬                ‫بين السلطات القمعية‬                 ‫وتخليصه من مشكلاته‬
   ‫ذات الخلفية الإسلامية‬            ‫والسلفية في منطقة الشرق‬              ‫رغم أن الغالبية الكاسحة‬
   ‫صناعة غربية‪ ،‬أمريكية‬             ‫الأوسط‪ ،‬هل من سبيل إلى‬
‫وأوروبية‪ ،‬فثمة معلومات‬                                                      ‫من المؤمنين يقدسونه؟‬
                                           ‫فض هذا الاشتباك؟‬                                ‫وكيف؟‬
     ‫عن أن أمريكا صنعت‬
   ‫القاعدة ثم داعش‪ ،‬وأن‬             ‫في تقديري أن الأنظمة الاستبدادية‬             ‫أعتقد أن الطريق الأفضل‬
‫بريطانيا كانت وراء إنشاء‬            ‫في الشرق الأوسط وفي البلاد ذات‬           ‫للإصلاح‪ ،‬هو أن نتخلص من‬
‫جماعة الإخوان المسلمين‪..‬‬             ‫الأغلبية المسلمة‪ ،‬رافد رئيسي لها‬      ‫فكرة أن الإسلام دولة وشريعة‬
    ‫إلى أي حد تصدق هذه‬                                                        ‫وإمبراطورية يجب أن تحكم‬
                                        ‫هو هذا الإسلام الاستعماري‪،‬‬         ‫العالم وقتما يستطيع المسلمون‪.‬‬
               ‫المعلومات؟‬             ‫فكرة أن الإسلام دولة‪ .‬وبالتالي‬      ‫فالإسلام لا يجب أن يكون دولة‪،‬‬
                                      ‫أظن أن علينا أن نفكك الاستبداد‬         ‫لأننا في هذه الحالة نحولة إلى‬
     ‫اسمح لي هذه من الخرافات‪،‬‬       ‫أ ًّيا كان رافده‪ ،‬ديني أو غير ديني‪،‬‬       ‫أداة لدولة دينية ديكتاتورية‬
   ‫فالغرب لم يكن موجو ًدا عندما‬                                             ‫ضد الإنسانية‪ ،‬وهذا ما طبقته‬
  ‫وقعت حرب أهلية بين الصحابة‬            ‫وأظن أن الشرق الأوسط كان‬         ‫الإمبراطورية الاستعمارية العربية‬
   ‫للاستيلاء على الثروة والحكم‪،‬‬     ‫غار ًقا في محاربة المستبدين وليس‬     ‫ومن جاؤوا بعدها‪ .‬وليس شريعة‪،‬‬
‫هذه الجماعات هي التطبيق الحرفي‬                                               ‫لأن هذه الشريعة في جوهرها‬
  ‫للسلف الصالح‪ .‬الغرب استخدم‬           ‫الاستبداد‪ ،‬وهذا أدى إلى رفض‬          ‫هي قوانين رديئة لهذه القبائل‪،‬‬
‫هذه الجماعات‪ ،‬ولكنه لم يصنعها‪،‬‬         ‫نظام مبارك مث ًل والتحالف مع‬        ‫هي قوانين قبيلة قريش بعد أن‬
   ‫لم يصنع قتل المرتد ولم يصنع‬                                              ‫تحولت إلى دولة وإمبراطورية‪.‬‬
‫سبي الإيزيديات وغيرها وغيرها‪،‬‬           ‫فاشية دينية أكثر ديكتاتورية‬
‫ولم يخترع قطع يد السارق وقتل‬                               ‫ودموية‪.‬‬              ‫وإذا تأملتها‪ ،‬فهي رده على‬
                                                                           ‫القوانين التي كانت لدي شعوب‬
     ‫المثليين‪ ..‬باختصار الغرب لم‬           ‫لذلك نحتاج إلى تفكيك بنية‬
 ‫يصنع هذه النسخة من الإسلام‪،‬‬         ‫الاستبداد‪ ،‬أكثر بكثير من مقاومة‬         ‫الشرق الأوسط قبل الاحتلال‬
‫ولكنه استخدمها بانتهازية‪ ،‬ودفع‬                                                                   ‫العربي‪.‬‬
 ‫الثمنن ولا يزال‪ .‬هذه النسخة من‬        ‫المستبدين‪ .‬وبالطبع هذا يحتاج‬
  ‫الإسلام لم يخترعها حسن البنا‬           ‫إلى حريات أوسع‪ ،‬ولكني مع‬              ‫والإسلام ليس إمبراطورية‬
                                        ‫الإصلاح التدريجي‪ ،‬وأظن أن‬            ‫استعمارية‪ ،‬الإسلام دين‪ ،‬أي‬
                                          ‫أنظمة الحكم في مصر مث ًل‪،‬‬       ‫علاقة فردية مع الله‪ ،‬وله بالطبع‬
                                     ‫وحتى في الإمارات‪ ،‬قابلة للتطور‬
                                        ‫الديمقراطي التدريجي‪ ،‬بعكس‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237