Page 231 - merit
P. 231
229 ثقافات وفنون
حوار
سلاح ،لكن بالدعوة والموعظة الإمبراطورية دون أن تحتل وطن ،وليس دينًا ،وذلك استنا ًدا
الحسنة ،وهذا ما أفخر به كسلم. وتدمر باقي شعوب العالم. إلى ما رسخه الاستعمار العربي
في حين أنني أتبرأ تما ًما من أي فدائ ًما ستجد تصريحات كثيرة
شخص استخدم الدين للاحتلال لرجال دين إسلامي يضعون والتركي بأن الإسلام دولة
أو لأي ممارسة ضد الإنسانية. الغرب في مواجهة الإسلام .وهذه وخلافة .ولذلك فطبيعي أن يحتقر
مقاربة غير منطقية ومضللة،
وما فائدة أن يتبرأ مسلم فالغرب هو حيز جغرافي تعيش الإسلاميون الوطن ،فهناك في
من جرائم لا علاقة له فيه شعوب لها تاريخ وحضارة مصر بعد ثورة يناير المجيدة
بها؟ وفيهم مسلمون .في حين أن من رفض القيام أثناء السلام
الإسلام دين ،طريقة للتواصل مع الجمهوري .ولدينا مهدي عاكف
يجعلنا نتخلص وإلى الأبد من الله عز وجل ،قد يعتنقه الغربي أو المرشد السابق للإخوان الذي قال
تكرار هذه الجرائم ،ولو فعلنا ذلك الشرقي أو الهندي أو المصري.. «طظ في مصر وأبو مصر واللي في
مصر» ،واعتبر الاحتلال التركي
ولو علمناه لأولادنا في المدارس إلخ. العثماني لمصر ليس احتلا ًل،
والجامعات وانتشر في كتب أظن أنه حان الوقت للتوقف ورحب بأن يحكم مصر مسلم من
أي مكان في العالم «حتى لو كان
وبرامج ..إلخ ،ما خرجت داعش ورفض أن يجرنا الإخوان
والقاعدة والإخوان وغيرهم من والإسلاميون إلى مواجهة من ماليزيا».
الإسلاميين الذين ينشرون الرعب مع الغرب ومع أي بلاد غير هذه الحيرة تدمر وجدان وعقل
«إسلامية» ،أي ليست أغلبيتها من المسلم ،وتحوله إلى كاره لوطنه،
بين المسلمين وفي العالم كله، المسلمين .فهذا ميراث الصراع وعليه ان يختار بين دينه وبلده.
لأنهم يحاربون من أجل استعادة الاستعماري القديم ،ليس لي
أنا كمسلم أي علاقة به .فهذه الخطر الثالث هو أن «كذبة
هذا المجد الزائف. الإمبراطورية الاستعمارية ،كما أن الحضارة العربية الإسلامية»
هذا الحلم الكاذب يعطل المجتمعات هؤلاء الإسلاميين الذين يحلمون واستعادة هذا المجد المزيف يضعنا
باستعادة هذا المجد القديم ،لا في حالة عداء دائم مع العالم
التي أغلبيتها مسلمين من أن يتحدثون أب ًدا عن الإسلام الذي كله ،ويحرمنا من الاستفادة
تنطلق وتصبح جز ًءا من التقدم انتشر في بعض مناطق آسيا بدون مما وصلت إليه الإنسانية من
الإنساني ..لماذا؟ لأن المسلم فيها علوم وفنون وقيم رفيعة ..إلخ،
فمن المستحيل إن تستعيد هذه
يتربى على أن ينتظر استعادة
هذا المجد الكاذب ،واستعادته
بالطبع لا تكون إلا بتعطيل العقل،
والانصياع
وراء الإرهابيين
المسلحين وغير
المسلحين،
والإيمان
بأيديولوجيتهم.
ولأن هذا المجد
«الزائف» لا يمكن
أن يقوم إلا على
الاحتلال ،فهذا
معناه أننا في
حرب دائمة مع