Page 246 - merit
P. 246
العـدد 44 244
أغسطس ٢٠٢2
مارسيل
د.فوزي الشامي
عصر البارون ،المُغرم بالآثار أنك قابلتها مصادفةلو
المصرية وعلم المصريات، في طريقك دون سابق
ومؤسس مصر الجديدة. معرفة ،أو لو أنك تعرفها
والمنزل يقع بجوار كنيسة وتتعامل معها بصورة أو بأخرى،
أو لو كنت محظو ًظا مثلي وتتعامل
البازيليك أو كاتدرائية العذراء معها وتعرفها عن قرب شديد،
« ِستِنا مريم» ،وهي كنيسة
كاثوليكية عريقة وشهيرة، ستجد -في كل مرة تلقاها-
ابتسامتها العريضة التي تثير في
ما زالت شامخة وسط مصر نفسك البهجة والسعادة والسرور
الجديدة حتى اليوم ،وبالقرب على وجنتيها لا تفارقهما ،وعينيها
الشاردتان بلونهما العجيب غير
منها يقع «قصر البارون» المستقر تسافر في كل أنحاء الدنيا
الذي استلهم بناءه من معبد
أنكدروات في كمبوديا ومعابد دونما مستقر ،ويا لسعادتك
إذا ما سمعت أذناك ضحكاتها
أوريسا الهندوسية. الطفولية البريئة ،أو شاهدت
مارسيل الفريد داود متَّى
خطواتها الرشيقة في شموخ
المولودة في هذا المكان ووقار ،وكأنها تمشي على ألحان
التاريخي وأجوائه ،هي ابنة
السيدة جورجين داود منسي رقصة المينويت الارستقراطية
الفرنسية ،أوخطوات رقصات
من مواليد المحلة ،والأب فرانز ليست للبيانو ،التي تعزفها
ألفريد من مواليد حي الظاهر بأناملها منذ نعومة أظفارها ..إنها
بالقاهرة .تعلمت منذ نعومة
أظافرها في المدارس الفرنسية مارسيل.
«مارسيل متَّى» ابنة حي مصر
«ساكر كور» أو مدرسة الجديدة ،المولودة بإحدى أبنيته
القلب المقدس ،ولذلك أستطيع العتيقة ذات الطراز المعماري الذي
أن أقول إن لغتها الأولى هي
الفرنسية ،وتليها العربية التي تمتزج فيه الملامح الأوروبية
ما زالت حتى اليوم تتعثر في والعربية المغاربية م ًعا ،والذي
نطق بعض التعبيرات القليلة ُبن َي في أوائل القرن العشرين ،في
فيها ،فتفسرها بالفرنسية.
لوحة لمارسيل متى رسمها أحمد قؤاد سليم