Page 9 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 9

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬              ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫التي تنطوي على قيم الحرية الشخصية وحرية‬                                                       ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫التعبير عن ال أري وهو حق المواطن المؤسس‬
                                                      ‫نظام أسس الداعين له شروط أفقدت المواطنين قيَم‬
                               ‫علي القانون‪.‬‬           ‫الولاء والانتماء للحيز الجغ ارفي للوطن‪ ،‬كما أضعفت‬
‫‪2.2‬منظور سياسي يعطي المواط َن الح َّق في‬              ‫من الروابط المشتركة في علاقة الفرد بجماعته‬
‫المشاركة في صنع الق ارر وما يتعلق به من‬               ‫البشرية التي يتفاعل معها (لغة وعادات وأع ارف‬
‫قضايا سياسية‪ ،‬ويحث على فعالية المواطن في‬              ‫وتقاليد وخب ارت حياتية مشتركة وتاريخ وت ارث‪،)...‬‬
                                                      ‫بالإضافة إلى فقدان قيمة ووزن الخب ارت الحضارية‬
                             ‫الحياة السياسية‪.‬‬         ‫والثقافية التي اكتسبها في سياق تطور المجتمع‪ ،‬وعدم‬
‫‪3.3‬منظور اجتماعي – ثقافي – أخلاقي يؤكد‬                ‫الالتفات إليها في مواجهة قضايا المجال العام وكذا‬
‫علي حق الفرد في أن يعيش حياة آمنة كريمة‬               ‫الخاص‪ ،‬بالإضافة إلى عدم القدرة على الاستفادة من‬
                                                      ‫مسا ارت الخب ارت الحياتية في م ارحل تطورها‪ ،‬وهو ما‬
      ‫تحقق له التمتع بمنج ازت التقدم والمدنية‪.‬‬        ‫يؤشر على الوقوع في دائرة الاغت ارب وتهميش دور‬
‫أما عن أهم مظاهر محنة المواطنة والانتماء في‬           ‫المواطن في المشاركة الفاعلة في القضايا المصيرية‬
‫مصر‪ :‬فتشير الد ارسات الوطنية إلى أننا نعيش أزمة‬
‫مواطنة وانتماء والمؤش ارت على ذلك كثيرة ومتعددة‪،‬‬                                             ‫للمجتمع‪.‬‬
‫فالهجرة غير الشرعية إلى «المجهول» أو إلى‬
‫«الموت» في البحار كظاهرة جديدة على أهل مصر‬                    ‫المواطنة‪ :‬دعائم ومرتك ازت‬
‫والتي تضم ش ارئح تنتمي إلى قطاعات من الشباب‬
‫وأعداد كبيرة من الأطفال‪ ،‬وتنامي ظاهرة ما يسمى بـ‬                              ‫من أهم دعائم المواطنة‪:‬‬

               ‫“زواج الصفقة” أو زواج القاص ارت‪.‬‬       ‫أولاً‪ :‬المشاركة حيث تصبح المواطنة هي الجسُد‬
                                                      ‫الحي للعلاقة التشاركية بين الوطن والمواطن تحت‬
‫ومن يطلع على اهتمامات الباحثين الاجتماعيين‬            ‫مظلة نظام دستوري عادل بمعنى “عقد اجتماعي»‬
‫ود ارساتهم العلمية‪ ،‬والتي تؤشر على وجود أزمة‬          ‫بمفهوم جا جاك روسو‪ ،‬يسهم في بناء نظام مجتمعي‬
‫مواطنة حقيقية تعيشها كثير من الشعوب التي تنتمي‬        ‫يشعر فيه المواطن بأهمية الانتماء لهذا الوطن‪،‬‬
‫إلى دول العالم الثالث في المرحلة ال ارهنة‪ ،‬يستطيع‬     ‫فالمواطنة تصبح في تلك الحالة تعبير عن ممارسة‬
‫– دون جهد – رصَد بعض مظاهر ومؤش ارت وجود‬
‫محنة ثلاثية أو مأزق ُيسمى ضعف “المواطنة والهوية‬                         ‫الحقوق والواجبات في آن واحد‪.‬‬

                      ‫والانتماء» ويتمثل فيما يلي‪:‬‬     ‫وثانًيا‪ :‬المساواة فمن واجبات الدولة (الوطن) معاملة‬
                                                      ‫أبنائها دون تفرقة أو تمييز سواء بسبب الدين أو العرق‬
‫‪1.1‬انسلاخ المواطن عن هويته أو ضعف انتمائه‬             ‫أو الجنس‪ ،‬فالمساواة الكاملة والتامة بين أبناء الوطن‬
                                    ‫الوطني‪.‬‬           ‫هي الترجمة العملية لمصطلح المواطنة – كما يحددها‬

‫‪2.2‬انكماش سلطات اتخاذ الق ارر على كافة‬                   ‫مارشال ‪ – Marshall‬في ثلاثية تشابكية تضم‪:‬‬
                                 ‫المستويات‪.‬‬
                                                      ‫‪1.1‬منظور وطني دستوري يتأسس على الحقوق‬
‫‪3.3‬الميل نحو سلفية الفكر وانتشار مؤش ارت لتبني‬

                                                   ‫‪9‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14