Page 11 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 11
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
بيولوجًّيا مع مولد الطفل ،بل ُيكتسب من خلال مجلــــــــــــــــة
«هابيتوس تربوي» يستند إلى قيم ثقافية ت ارثية،
يتشكل عبر مواقف حياتية متعاقبة ،وينعكس في إلى الشفافية ،ويدعم نظم الحكم الرشيد .نحن إذن
سلوكيات المواطنين ،بتباين مستوياتهم الاجتماعية، في حاجة دائمة إلى تفعيل «عقد اجتماعي» يأخذ
كنتاج لشعور حقيقي واقعي لدى أبناء المجتمع بأنهم في اعتباره واجبات الدولة وواجبات المواطن ،وحقوق
يعيشون متمتعين بأمنهم الإنساني داخل الوطن ،وهو المواطن وحقوق الوطن؛ ليتحقق بموجبه رضا المواطن
ما يؤكد مقولة كونفوشيوس حول «الحق الطبيعي ودفعه للعمل من أجل المشاركة النشطة في المجال
للإنسان» ،فهل لنا أن نأخذ من الفلاسفة والمفكرين العام ،وهو ما يؤسس لخلق ضمير وجداني وشعور
حكمتهم ،ومن التاريخ الوطني عظات تستند إلى جمعي بالانتماء تجاه وطن يملك القدرة ويسعى
التجارب والأحداث الماضية من أجل التعامل إلى أن ُيشعر مواطنيه بكل ما من شأنه ترسيخ قيم
مع المستقبل ،وهو ما يمكننا من الوصول تحليلًّيا
إلى تفسير لماذا تندلع أنما ٌط متباينة من الحركات المواطنة وتسيد ثقافة الك ارمة الإنسانية.
الاجتماعية في عالمنا المعاصر ،ذلك العصر الذي
يتسم بالتباين الواضح وعدم التكافؤ؛ حتى نتجنب وهنا نود أن نؤكد على أن تفعي َل مسألة المواطنة
المرور مرة أخرى بخب ارت سلبية أُطلق عليها – زيًفا واقعًّيا ودعم وترسيخ ثقافة الانتماء لدى أبناء الوطن
– شعار “الربيع العربي» ،رغم أنها لا تعدو أن تكون يتطلب تحمل الدولة النصيب الأكبر في تأسيس ذلك
الشعور الجمعي لدى المواطنين لما لذلك من مردوٍد
حالة تنتمي إلى «الخريف العربي الكارثي». إيجابي على تشاركية المواطنين في التنمية والتحضر.
وفي الختام أود أن أشير مرًة أخرى إلى أن الشعور
بالمواطنة والإحساس بالانتماء للوطن لا يولدان
11