Page 45 - التنوير
P. 45

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                   ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫التى كانت تعد بها مبادئ العمومية فى حقوق‬                                             ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫المواطنة على مدى قرنين من الزمن‪ .‬ذلك أن‬
‫تحديات المواطنة العمومية قائمة بقوة فى أغلب‬                   ‫وتعميم حقوق المواطنة لكى تتسع لتشمل أشخا ًصا‬
‫الدول بمختلف توجهاتها السياسية‪ :‬سواء كانت‬                     ‫متنوعين(‪ .)66‬وهذا يعنى أن الدولة إذا كانت ضامنة‬
‫جمهورية أو ليب ارلية أو ملكية‪ .‬والأسباب و ارء‬
‫الإخفاق كثيرة بعضها يتعلق بعدم أخذ الدولة‬                     ‫لحقوق بعض المواطنين المندمجين فى المواطنة‬
‫الوطنية بعين الاعتبار التفاوتات بين السكان فى‬
‫الحقوق‪ ،‬وهناك أسباب أخرى لهذا الإخفاق مرتبطة‬                  ‫بموجب القانون‪ ،‬فإن الحركات الاجتماعية هى صوت‬
‫بتداعيات العولمة والنمو الهائل فى حركة الهجرة‬
‫الدولية بصورة كبيرة‪ ،‬بما أوجد واق ًعا جديًدا يتسم‬             ‫المستبعدين المحرومين من المواطنة وهى التعبير‬
‫بالتنوع الشديد فى الانتماءات الثقافية ويقتضى‬
‫البحث عن تصو ارت جديدة للمواطنة‪ .‬وتشير‬                        ‫عن إ اردتهم ومن خلالها يتم الضغط على الحكومات‬
‫الد ارسات إلى أن القوة الاستبعادية للمواطنة‬
‫المرتبطة بالدولة الوطنية أصبحت ظاهرة شديدة‬                    ‫لانت ازع الحقوق غير المقررة أو غير المعترف بها‪،‬‬
‫الوضوح فى كثير من المجتمعات الغربية مع نمو‬
‫عدد المهاجرين واللاجئين فى العقود الأخيرة؛‬                    ‫وتوسيع حقوق المواطنة عبر التاريخ‪ .‬من يتأمل ما‬
‫حيث ُينظر إلى هؤلاء المهاجرين بأنهم عالة على‬
‫المجتمع من الناحية الاقتصادية(‪ .)76‬وبحسب كثير‬                 ‫يتمتع به النساء والعمال والسود والفق ارء حالًيا من‬
‫من السياسات التى واجهت مأزق التعددية الثقافية‬                 ‫حقوق سوف يكتشف أن تلك المكاس َب هى نتاج‬
‫فإن الاستيعاب الثقافى‪Cultural assimilation‬‬                    ‫ص ارعات إنسانية على مر التاريخ قامت بها حركات‬
‫هو السبيل الأفضل لكى يكتسب هؤلاء المهاجرين‬
‫واللاجئين صفة المواطنة‪ .‬هذا النهج يلخص كافة‬                   ‫اجتماعية دفا ًعا عن هؤلاء المستبعدون وأملاً فى‬
‫الشروط التعجيزية التى تفرضها الدول الديمق ارطية‬                                ‫إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية‪.‬‬
‫لمنح هؤلاء المهاجرين الجنسية‪ ،‬بما يمثل انتها ًكا‬
‫واض ًحا للمبادئ والمثل العليا للديمق ارطية الليب ارلية‬        ‫على ضوء ذلك انقسم النقُد الموجه إلى المواطنة‬
‫فى التسامح والتنوع(‪ .)86‬ويثير الشك فى شيوع‬                    ‫العمومية إلى اتجاهين رئيسيين‪ :‬الأول نابع من تيار‬
‫المبدأ الليب ارلى الذى يؤكد على المكانة المتساوية‬             ‫نسوى يفند ادعاءات المساواة فى التصور العمومى‬
‫لجماعات الأقليات‪ .‬وعلى ضوء ذلك طرح نموذج‬                      ‫للمواطنة ويوضح إلى أى مدى تعرضت النساء إلى‬
                                                              ‫الاستبعاد ويدعو إلى نوع جديد من المواطنة المرتبطة‬
  ‫التعدد الثقافى ‪ multicultural‬فى المواطنة(‪.)96‬‬               ‫بالهويات الجنسية والجوانب الحميمة من الحياة‬
                                                              ‫الشخصية‪ .‬والاتجاه الثانى مرتبط بالمنظرين المناوئين‬
‫هناك دلائل على أن السيادة الداخلية للدول والتى‬                ‫للعنصرية والمدافعين عن التعددية الثقافية والمهتمين‬
                                                              ‫بد ارسة الأقليات والجماعات الإثنية والمهاجرين‪.‬‬
                                                          ‫‪45‬‬  ‫ويدعو هذا الاتجاه إلى نوع جديد من المواطنة يحترم‬
                                                              ‫التعددية الثقافية فى الحقوق وفى عضوية المواطنة‬

                                                                                   ‫لتضم فئات متعددة ومتنوعة‪.‬‬

                                                              ‫	‪ .‬أالمواطنة وإشكالية التنوع الثقافى‬

                                                              ‫هناك آ ارء كثيرة متداولة فى الكتابات النقدية بشأن‬
                                                              ‫المواطنة تشير إلى فشل مشروع الدولة الوطنية‬
                                                              ‫خلال العصر الحديث فى تحقيق المواطنة الكاملة‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50