Page 157 - merit 45
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

 ‫كأنها تصرخ‪ .‬وفوقهما نرى‬          ‫الأوراق أعضائهم التناسلية‪.‬‬      ‫ولادة فينوس ‪ ،‬بوتيتشيلي ‪1485‬‬
   ‫ملا ًكا بالزي الأحمر يشير‬        ‫هذه الأجساد العارية‪ ،‬على‬
    ‫إلى المخرج‪ .‬الشخصيتان‬            ‫الرغم من أنها قريبة ج ًّدا‬                    ‫الوقت الحاضر‪ ،‬كان الفن‬
    ‫منحنيتان بالعار والخجل‬                                                         ‫أسا ًسا للأغراض الدينية‪،‬‬
                                  ‫من الناحية المرئية من العراة‬                     ‫مع اعتبار العري إث ًما‪ .‬لقد‬
 ‫من مغادرة عدن‪ .‬ومن المثير‬        ‫الدنيئة‪ ،‬إلا أنها في الواقع في‬                    ‫أشارت إلى الحالة المميتة‬
‫للاهتمام أن مصدر الضوء في‬
‫اللوحة يأتي من نفس الاتجاه‬                     ‫خدمة المقدس‪.‬‬                           ‫وغير الكاملة للإنسان‪.‬‬
‫الذي يأتي منه مصدر الضوء‬          ‫في عام ‪ ،1425‬ابتكر الرسام‬                         ‫وهكذا تم تمثيل اللوحات‬
‫الفعلي في الكنيسة‪ ،‬لذلك خطط‬                                                     ‫العارية لأسباب أيقونية‪ .‬على‬
‫ماساتشيو لأشكاله المرسومة‬            ‫الإيطالي ماساتشيو لوحة‬                       ‫سبيل المثال‪ ،‬تم العثور على‬
                                  ‫جدارية (فريسكو) تمثل آدم‬                       ‫شخصيات عارية على طبول‬
   ‫للاستجابة للمحيط المادي‬       ‫وحواء بعد طردهما من عدن‪،‬‬                       ‫الكنائس التي تشير إلى العالم‬
     ‫للرسم‪ .‬خطا ماساتشيو‬                                                        ‫السفلي‪ .‬إن شخصيات الكتاب‬
‫أي ًضا خطوات كبيرة في هيكلة‬           ‫لكنيسة سانتا ماريا ديل‬                      ‫المقدس آدم وحواء مرادفة‬
    ‫أجسام الشخصيات هنا‪.‬‬             ‫كارمين في فلورنسا‪ .‬بينما‬                   ‫للعري والخطيئة‪ .‬غالبًا ما يتم‬
  ‫إنها دقيقة تما ًما لأنها تظهر‬     ‫يخفض آدم عينيه ويخفي‬                          ‫تمثيلهم في أبسط أشكالهم‪،‬‬
 ‫عضلات آدم وانحناء جذعه‪.‬‬            ‫وجهه‪ ،‬تخفي حواء عريها‬                            ‫حيث تغطي الثعابين أو‬
      ‫تقوم حواء‪ ،‬التي تغطي‬       ‫وعيناها تدوران وفمها مفتوح‬
 ‫عريها وعارها‪ ،‬بذلك بطريقة‬
   ‫تشبه التماثيل الكلاسيكية‬
  ‫لفينوس بوديكا‪ ،‬مما يشير‬

       ‫إلى أن ماساتشيو كان‬
   ‫يبحث عن الأعمال القديمة‬
    ‫للإلهام قبل أو أثناء عمله‬
   ‫على هذه اللوحة الجدارية‪.‬‬
   ‫تتمثل إحدى أفضل الطرق‬
   ‫لفهم مساهمات ماساشيو‬

     ‫في فن عصر النهضة في‬
 ‫مقارنة الطرد بلوحة جدارية‬
 ‫ماسولينو على الجدار المقابل‬
 ‫في الكنيسة التي ُتظهر إغراء‬
 ‫آدم وحواء‪ .‬رسم ماسولينو‬

    ‫شخصين بلا تعبير يبدو‬
  ‫أنهما معلقان في الهواء على‬
‫خلفية داكنة اللون‪ .‬تبدو هذه‬
‫الأشكال ثابتة وأكثر انسجا ًما‬
   ‫مع الرسوم التصويرية في‬
  ‫العصور الوسطى‪ .‬مع ذلك‪،‬‬
 ‫أعطى ماساشيو آدم وحواء‬
   ‫قد ًرا لا ُيصدق من التعبير‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162