Page 161 - merit 45

‫حول العالم ‪1 5 9‬‬

‫من الرخام‪ ،‬مما يؤكد الطبيعة‬ ‫السباحون ‪ ،‬بول سيزان ‪1906-1899 ،‬‬
‫المنحوتة لجسمها‪.‬‬
‫مع استثناءات قليلة في‬ ‫شعرها‪ ،‬مما عكس اهتمامه‬
‫كان الطلب على هذا النوع‬ ‫ظروف محددة‪ .‬لنمذجة هذا‬ ‫بطريقة تصفيف النساء‬
‫من المشاهد‪ ،‬بالطبع‪ ،‬هو‬ ‫الشكل‪ ،‬انتبه بوتيتشيلي إلى‬
‫النزعة الإنسانية‪ ،‬التي كانت‬ ‫تمثال أفروديت‪ ،‬حيث تحاول‬ ‫لشعرهن الطويل في أواخر‬
‫حية وبصحة جيدة في بلاط‬ ‫الإلهة تغطية نفسها في لفتة‬ ‫القرن الخامس عشر‪ .‬لقد‬
‫لورنزو دي ميديشي في‬ ‫متواضعة‪ .‬في رسم فينوس‪،‬‬ ‫أعطى فينوس وج ًها مثاليًّا‬
‫ثمانينيات القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫رسم بوتيتشيلي خ ًّطا داكنًا‬ ‫خاليًا من الشوائب بشكل‬
‫هنا‪ ،‬كانت الحركة الإنسانية‬ ‫حول محيط جسدها‪ .‬جعل‬ ‫ملحوظ‪ ،‬وظلل وجهها بشكل‬
‫في عصر النهضة منفتحة‬ ‫هذا من السهل رؤية أشكال‬ ‫جميل لتمييز الجانب الفاتح‬
‫ليس فقط على استخدام‬ ‫أجسامها على الخلفية‪ ،‬كما‬ ‫والجانب الأكثر ظ ًّل‪ .‬من‬
‫المنحوتات الوثنية كنموذج‪،‬‬ ‫أكد على لون بشرتها الحليبية‪.‬‬ ‫الأهمية بمكان في هذه اللوحة‬
‫ولكن أي ًضا على السرد الوثني‬ ‫كان نتيجة كل هذا أن تبدو‬ ‫عري فينوس‪ .‬لم يكن تصوير‬
‫للموضوع‪ .‬على الرغم من أن‬ ‫فينوس وكأن لحمها مصنوع‬ ‫النساء العاريات شيئًا يتم‬
‫ولادة فينوس لم يكن عم ًل‬ ‫عاد ًة في العصور الوسطى‪،‬‬
‫يستخدم ابتكارات منظورية‬
‫لعصر النهضة‪ ،‬إلا أن أناقة‬
‫الموضوع الكلاسيكي كان من‬
‫شأنه أن يثير اهتمام أثرياء‬
‫فلورنسا الذين رعوا هذا‬
‫النوع من العمل‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫لم يكن لينال إعجاب الجميع‪،‬‬
‫مثل أولئك الذين اعتبروا‬
‫السلوك الدنيوي لعائلة‬
‫ميديتشي الحاكمة فاس ًدا أو‬
‫حقي ًرا‪ .‬بحلول تسعينيات‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬وصل‬
‫التوتر الذي نتج عن الصدام‬
‫بين الإفراط في البلاط وبين‬
‫أولئك الذين أرادوا الإصلاح‬
‫الديني إلى ذروته عندما ب َّشر‬
‫الواعظ سافونارولا بحملته‬
‫الصليبية لشعب فلورنسا‪.‬‬
‫أحد الأشخاص الذين تأثروا‬
‫بالواعظ كان بوتيتشيلي‪ ،‬الذي‬
‫دفعه تغيير قلبه لتدمير بعض‬

‫لوحاته المبكرة بالنار‪.‬‬

‫‪ -3‬التكلف‬