Page 6 - merit 45
P. 6
العـدد 45 4
سبتمبر ٢٠٢2
نظرية سيد قطب عن الحاكمية افتتاحية
ُأنتجت بتأثير علاقته بالناصرية
سمير درويش
التي كانت تجتهد لتطبيق قواعد
للعدالة الاجتماعية وتقريب رئيس التحرير
الفوارق بين الطبقات ،أراد أن رحلة سيد
يهدم الخطوات «الإيجابية» قطب..
ويقول إنها بلا قيمة ما دامت لم من شاعر متوسط القيمة
تصدر عن حكومة إسلامية ،أي ما إلى المنظر الأول للإسلام
السياسي!!
دام لم يسِّلم نظام ناصر الحكم
لجماعة الإخوان المسلمين ،ظل
الله على الأرض ،وبالتالي لسيد
قطب نفسه من ِّظر الجماعة،
وواضع منهج الحاكمية!
ورؤية لدور الشعر ووظيفته ،والأهم أنه افتقد سيد قطب 60عا ًما (-1906 عاش
إلى (الجموح) الذي هو أهم ما يمتلكه الشاعر.. ،)1966ظل حتى بلغ الخمسين
وكونه كتب مقالات متعددة في مجلات زمنه في يكافح كي يصير رق ًما مرئيًّا في
موضوعات شتَّى :أدبية وسياسية واجتماعية، عالم الثقافة والشعر والنقد الأدبي،
لا يمنحه تمي ًزا إلا عند الإحصائيين الذين أعدوا تنقل خلالها نقلات دراماتيكية
عنه دراسات ماجستير ودكتوراة ،وتصوروا بين عدة مواقع ،من تقليد العقاد
أن كثرة المقالات وتواترها كافيان للدلالة على
التميز ،في حين أن قلة عدد ُكتَّاب هذه الفترة، ومحاولته أن يكون محسو ًبا عليه كأحد
(أنجب وأخلص) تلاميذه ،إلى الارتداد على
وتعدد المنابر المتاحة للنشر ،أعطى فر ًصا العقاد ومهاجمته -لأنه لم يحصل منه على
لكثيرين لم تسلط عليهم الأضواء وذهبوا ما يريد -وكتابة قصائد متوسطة القيمة لم
للنسيان الكلي أو الجزئي ،لأنهم لم يذهبوا إلى تضعه على خريطة الشعر ،ثم الذهاب إلى
النقد الأدبي الذي لا ُيذكر له فيه إلا أنه كتب
التطرف الديني! مقا ًل عن نجيب محفوظ ُو ِض َع تحت المجهر
السنوات العشر الأخيرة من حياة سيد قطب حين ذهب هو للتطرف الديني ثم إلى المشنقة،
كانت حاسمة في مسيرته ،لأنه حين فشل في وحين حصل محفوظ على نوبل ،بالرغم من
التنظير الأدبي والثقافي والسياسي ،ذهب إلى
التنظير الديني ،وهو مجال مضمون للانتشار أنه ما من أحد إلا وكتب عن محفوظ!
بشكل واسع لعدة أسباب :أولها أن كتاباته إخفاق سيد قطب في أن يصنع اس ًما أدبيًّا
معقو ًل كان نات ًجا عن افتقاده لموهبة أصيلة
المتطرفة لاقت منا ًخا مواتيًا واحتضا ًنا من