Page 10 - merit 45
P. 10
العـدد 45 8
سبتمبر ٢٠٢2
د.جمال عبد الناصر
على هامش
«أصداء السيرة الذاتية»
لنجيب محفوظ
رواية السيرة الذاتية :قراءة أولية
الإضافة الكبرى إلى ذلك الجنس الأدبي بحق ،جاءت عبر سفير الرواية
العربية ،في الغرب الأوروبي وأمريكا ،وهو كاتبنا العالمي ،صاحب
جائزة نوبل للآداب ( ،)1988نجيب محفوظ ،الذي لم يغب عن خاطره،
قبل فوات الأوان ،أن يترك لنا أث ًرا سير ًّيا مه ًّما ،وإن اطلق عليه لفظة
"أصداء" ،ليشي بانعكاسات الأيام والسنين الماضية ،وقد راحت تدق
أجراسها ،في الذاكرة المحفوظية ،وظل هاجسها يطارده ،طب ًقا لرؤية
(هارولد بلوم) ،التي عبرعنها في كتابه الشهير" ،قلق التأثر" ،حتى
تغلب عليه ،بإصداره لـ"اصداء السيرة الذاتية".
العقود الأخيرة ،من القرن السابع عشر الميلادي، ارتباط الرواية العالمية بشكل عام، لعل
والعقود الأولى ،من القرن الثامن عشر. والعربية بشكل خاص ،بالسيرة الذاتية أو
إذ لم تكن رواية «رحلة السيرة الغيرية ،ارتباط
الحاج» لصاحبها( جون وثيق وقديم الأزل،
بانيان) ،1688 -1628 :على على مستوى الآداب
بساطتها -بل على سذاجتها-
سوى رصد لما كان يعتمل التأسيسية الأوروبية ،وبخاصة
داخل الكاتب ،وهو رجل دين الأدب الإنجليزى ،الذي تأسس
وكاهن ذو فكر متحرر ،من
عذابات وصراعات نفسية، بدوره ،من بين آداب أخرى،
جاءت نتا ًجا حتميًّا لسيرة كالأدب الفرنسي ،على الأدبين
حياته الطائشة ،التى شهدت اليوناني والروماني .وربما عاد
من الآثام والخطايا ،وألوان هذا الارتباط إلى الإرهاصات
الجنوح الديني ،ما تنوء به
طاقة البشر ،مما جعله يفكر الأولى ،لفن الرواية الغربية
عمو ًما ،والرواية الإنجليزية على
وجه الخصوص ،لاسيما في
فترة حبوها على درب الإبداع ،في