Page 12 - merit 45

‫العـدد ‪45‬‬ ‫‪10‬‬

‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫محمد عناني‬ ‫بشكل ما‪ ،‬رغم حداثتها النسبية‪ ،‬كما يتبدى عند‬
‫تتبع المشهد السيرى‪ ،‬على حداثته أي ًضا‪ ،‬في شكله‬

‫الأدبى‪ ،‬بداية من «الأيام» لطه حسين (في ثلاثة‬
‫مجلدات مابين (‪ ،)1967 -1926‬و»سارة» لعباس‬

‫محمود العقاد (‪ ،)1938‬و»عصفور من الشرق»‬
‫لتوفيق الحكيم (‪ ،)1938‬و»حياتي» لأحمد أمين‬
‫(‪ ،)1950‬مرو ًرا بـ»حصاد السنين» للدكتور زكي‬
‫نجيب محمود (‪ ،)1992‬وانتها ًء بـ»أصداء السيرة‬
‫الذاتية»‪ ،‬للكاتب الكبير نجيب محفوظ (‪.)2006‬‬
‫ولكن ثمة سيرة أدبية ظهرت‪ ،‬قبل أن يطلع علينا‬
‫محفوظ بـ»أصدائه»‪ ،‬ولفتت الانتباه بشدة‪ ،‬بعد أن‬
‫تدثرت‪ ،‬كبعض من سابقاتها‪ ،‬في عباءة «الرواية»‪،‬‬
‫وأعني بها رباعية «الواحات»‪ ،‬التي أصدرها الدكتور‬
‫محمد عناني‪ ،‬في فترة ستة الأعوام ما بين (‪-1998‬‬
‫‪ ،)2003‬والتي تنتمى‪ ،‬كما يبدو لى‪ ،‬إلى هذا اللون‬
‫من الكتابة النوعية‪ ،‬بل وتعد أنموذ ًجا جي ًدا‪ ،‬إلى‬
‫حد ما‪ ،‬للأدب السيري‪ -‬الذاتي الإنجليزي‪ ،‬سابق‬
‫الذكر‪ .‬ويتوجب التنويه هنا بملاحظتين‪ .‬أو ًل‪ :‬أن‬

‫رباعية «الواحات» صدرت باللغة العربية‪ ،‬مما‬
‫يجعلنا ننسبها‪ ،‬من ناحية الشكل‪ ،‬أو الصياغة الفنية‬

‫على الأقل‪ ،‬إلى الأدب العربى‪ .‬وثانيًا‪ :‬أنها صدرت‬
‫عن أستاذ متخصص في اللغة الإنجليزية‪ ،‬ومتشبع‬
‫بروح أدبها‪ ،‬على مختلف صنوفه‪ .‬ومع ذلك وقف‬

‫عند حدود التجربة السيرية العربية‪ ،‬فلم يتجاوز‬
‫خطوطها الحمراء‪ ،‬مما يجعلنا ننسبها مجد ًدا إلى‬